في كثير من شؤون حياتنا نفكر ونقرر ونًعزم، لكننا لا نحسن اختيار الوقت.. فتخور عزائمنا، ونخسر قراراتنا، وتذهب الفكرة سدى! عامل الزمن مهم في الكثير من القرارات، أحيانا العجلة تكون سببا في ضياع الكثير من المبادرات أو الأفكار الجميلة.. أحيان أخرى يكون التسويف سببا لقتل الكثير من الأفكار الجميلة.. أحيانا أخرى يكون التراخي أو التردد سببا آخر لفتور الهمم والعزائم.. لذلك يبرز حسن اختيار الوقت لتنفيذ الأفكار أو القرارات عاملا مهما في نجاحها.
من أكثر الأمثلة أننا لا نحسن اختيار الوقت فيها موضوع "العمرة" أو زيارة المسجد النبوي.. متى ما طرأ علينا أن "نأخذ عمرة" ركبنا سياراتنا وتوجهنا مباشرة إلى مكة المكرمة، دون أي اعتبارات أخرى.. أو حتى مجرد النظر لورقة التقويم.
يحكي أحد سكان المدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ـ أنه كان يؤدي الصلاة في الروضة الشريفة في المسجد النبوي.. يقول تزاحمت مع أحد الأشقاء العرب من الذين حضروا لأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة، فقلت له: "افسح لي فقد زاحمتني".. يقول التفت لي وقال: "أنتم من يزاحمنا.. المسجد عندكم طيلة السنة، لماذا تزاحموننا فيه ونحن لا نزوره سوى مرة واحدة في العمر"؟!
يفوت ـ مثلا ـ على كثير من السعوديين والمقيمين، أن هناك أوقاتا مناسبة للعمرة والزيارة مثل شهر صفر وشهر شوال وغيرها. النقطة الأخرى التي نفكر فيها ونقرر دون أن نُحسن اختيار الوقت هي موضوع الزواجات.. يعقد الشاب قرانه ويتأخر زواجه ستة أشهر، وأحيانا سنة كاملة، انتظارا لموعد في قصر أفراح خلال إجازة الصيف.. ما المبرر لتأخير خطوة مهمة كالزواج دون وجود أسباب مقنعة؟!
الخلاصة: كما تختار المكان المناسب والشخص المناسب والهدية المناسبة.. في المقابل يجب عليك في كل خطوة تخطوها أن تختار (الوقت المناسب).. الزمن قبل الحركة.. اختيار الوقت المناسب يؤدي إلى أحسن النتائج بإذن الله.
صالح الشيحي
2012-05-27 12:30 AM