غداً مختلف أمس بأكمله غير عن اليوم وما فيه. ومختلف عن غد وما يحمله !.حينما تأوي إلى فراشك تجد في بالك مليون حكاية وحكاية، فيها من التشاؤمات، والسلبيات، والحزن ما يطغى على تعابير وجهك، ونبرات صوتك! فتعتقد بأن غداً يوم سيء، مزعج، حزين لا تريد الاستيقاظ من فراشك لمقابلة يومك الجديد! ولكن ماذا إذا فعلت ذلك؟! هل برأيك سوف يغير شيئا من ذلك؟ هل سوف تغير غداً بمجرد الإشارة عليه بعصاك السحرية؟ بالطبع لا! تفكيرك وما تبنيه أنت داخل عقلك الباطني هو الذي سوف يساعدك لرؤية الحقيقة تجاه سائر أيامك.

أنت تدرك بأن الحياة متقلبة، والأيام ليست متشابهة! في أيام سعيدة، وفي أيام نذوق فيها مرارة الشقي، الحزن وفي أيام غير ذلك كلياً. فلا تحكم على سائر أيامك بأنها نفس الشيء على المدى القصير وذلك فقط تجاه نظرتك المحدودة منك.

أطلق نظرك، ووزع ما يحمله عقلك وقلبك تجاه الأمور، اجعل يومك السيء الذي يمر عليك أن تعكسه وتخلل إليه بعض من الشيء الإيجابي كي تخرج من منطقه التفكير السلبي.

كما قال الكاتب كفاح فياض في إحدى مقولاته الرائعة: الأمس هو شيك تم سحبه، والغد شيك مؤجل، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة، لذا علينا أن نصرفه بحكمة.

فدائما حاول أن تضع تركيزك إلى يومك الذي أشرقت فيه الشمس من جديد، الذي وصلت إلى هذا اليوم وكأنك ولدت مره أخرى.

انتبه أن تجعل هم الأمس ينسيك فرح اليوم ما يحمله! أنت درة ثمينة خلقك الله لشيء معين في الحياة، فلا تملأ قلبك بالحزن والتشاؤم تجاه الأمور، ولا تكن أنت والدنيا ضدها، بل صادق نفسك، أحبها، دللها، ولا تزعجها بأمور موكلة بيد الخالق سبحانه.

تأكد بأن غداً يوم مختلف وجديد لك، وينتظر من النعم بما لا يخطر على بالك، فقط ثق بالله.