تابعت، كما تابع غيري، اللقاء التليفزيوني لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي أداره الإعلامي السعودي المتألق عبدالله المديفر. سيدي ولي العهد صاحب مرحلة التجديد والتحديث لبلادنا الغالية، برعاية خادم الحرمين ملك العزم والحزم، سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله تعالى، وهو صاحب خطة التحول التاريخي لبلادنا الغالية، وهي «رؤية المملكة 2030»، حيث تغطي هذه الخطة الطموح ثلاث ركائز:

اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، ونتطلع، من خلال هذه الرؤية، إلى أن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة، ورابطا بين قارات العالم. كان لقاء شيقا وشاملا، ولا يستغرب ذلك على ابن سلمان، الذي تطرق لكل ما يتساءل عنه المواطن والمتابع لما يحدث في بلادنا الغالية من تقدم وتطور. ومن أهم ما ورد في اللقاء، الذي اتسم برؤية ثاقبة وشفافية عالية، أن دستور المملكة هو القرآن، كان والآن وسيستمر للأبد، ولا عقوبة على شأن ديني إلا بنص قرآني واضح، وأن قرار الضريبة 15٪ مؤقت، ولن يتجاوز 5 سنوات، والمملكة تستهدف رفع الوظائف الجديدة إلى 80%، والسياحة ستخلق 3 ملايين وظيفة، والنفط لن ينتهي، ونحن نريد أن نستفيد من كل شيء في المملكة، سواء في القطاع النفطي أو قطاعات مختلفة، والمواطن أعظم ما تمتلكه المملكة، والخوف لا يوجد في قاموس السعوديين، وسيتم بيع حصص من شركة «أرامكو» لمستثمرين أجانب خلال العام أو العامين المقبلين. كما أكد - يحفظه الله تعالى - أن المملكة لن تقبل أي ضغوط أو التدخل في شأنها الداخلي، ونحن نتعامل على تعزيز مصالحنا ونتفادى نقاط الاختلاف، وأننا نتفق مع أمريكا في عهد «بايدن» على 90% من المصالح، ونأمل في علاقات طيبة مع إيران، ونتمنى لها الازدهار، ومنذ انطلاق الرؤية قد حققت المملكة العربية السعودية الكثير من الإنجازات، ونهضة تنموية شاملة في جميع القطاعات، وفي الاستثمار الخارجي استقطبنا أقوى الاستثمارات العالمية، وأنجزت بلادنا سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والثقافية، ولتنفيذ الأهداف المنوطة بهذه الرؤية، وهي عدم الاعتماد على النفط.

الآن قد تجاوزنا خمس سنوات على إطلاق هذه الرؤية، وقد تحققت إيرادات غير نفطية قياسية العام الماضي، شكلت 46.5% من الإيرادات الإجمالية للدولة، بعد أن كان الاعتماد على النفط بنحو 90% من الدخل.

ولأن قطاع السياحة أحد المقومات الرئيسية لتحقيق «رؤية 2030»، فقد حظي بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة، حيث شهدت صناعة السياحة نموا واضحا، في ظل «رؤية السعودية 2030»، ومتابعة مستمرة من ولي العهد. وقد أنشئت وزارة السياحة بهدف الاهتمام بالقطاع السياحي بجميع جوانبه في المملكة العربية السعودية، وتنظيمها وتنميتها وترويجها، وهناك مشاريع عملاقة أكسبت بلادنا الشهرة، وجعلتها في مصاف الدول المتقدمة، ووجهة عالمية يشار إليها بالبنان مثل «نيوم» و«أمالا» و«البحر الأحمر» و«القديّة» و«بوابة الدرعية»، التي توفر مخططا متكاملا للاستدامة ونمط العيش، والتي يتم تطويرها لتكون نماذج تُحتذى عالميا.

لن أستطيع أن أقف في مقال كهذا على الإنجازات المتوالية بهذه السنوات الخمس في الترفيه أو في الصناعات العسكرية، وما قامت به بلادنا في أثناء «جائحة كورونا»، وهو ما يعجز عنه اللسان والبنان من جهود مثمرة جعلتها أقل ضررا عالميا، وقدوة تحتذى في الإجراءات التي قامت بها، حفاظا على سلامة المواطن والمقيم والزائر لهذه البلاد الغالية. نحن فخورون بفخرنا ولي العهد، وبهذه القيادة الحكيمة، ونتطلع قدما لمواصلة المسيرة والازدهار والرقي والتقدم للمملكة، وبناء مستقبلها الواعد بالاعتماد على الله أولا وأخيرا، ثم على كوادرنا الوطنية، والمحافظة على سلسلة النجاحات والإنجازات التي تم تحقيقها خلال هذا الوقت القياسي.

كان تركيز القيادة في الأعوام الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية، ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، وسيكون تركيزها في مرحلتها التالية - إن شاء الله تعالى - على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز، وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر.

وقد أكد سمو ولي العهد، في اللقاء، أن «كل الأرقام التي كان يُعتقد أنها غير قابلة للتحقيق كسرناها في 2020، وسوف نكسر كثيرا من هذه الأرقام في 2025»، مما يعني تحقيق أرقام أكبر في 2030.