عددت أخصائيات نساء وولادة لـ»الوطن» 5 عوامل أثرت على انخفاض معدل المواليد بالمملكة إلى 2.2 عام 2019، مقارنة بـ7.3 عام 1970 موضحات أن أبرز تلك العوامل هو عمل المرأة، والسكن المستقل للزوجين، وغلاء المعيشة، و ورغبة الزوجين في تنظيم النسل، مقرين أن كثرة الإنجاب ليس هو الهدف بقدر ما هو إنجاب طفلين أو أكثر وتربيتهما تربية ذات جودة عالية تقدم للمجتمع أفراداً قادرين على المشاركة الفاعلة في التنمية هو الهدف الأساسي لبناء الأطفال.

متغيرات اقتصادية

أوضحت استشارية نساء وولادة الدكتورة سامية العامودي عن 3 أسباب لانخفاض معدل الإنجاب في المملكة، أبرزها فهم المتغيرات الاقتصادية محلياً وعالمياً، مبينة أن الوعي الصحي بضرر الحمل على صحة المرأة العاملة ارتفع كونه يضعفها في بنيتها ويجعلها عرضة للإصابة بسوء التغذية وفقر الدم وترهل عضلات البطن وزيادة الحاجة للولادة القيصرية وخطورة التعرض لمصاعب الولادة وربما تمزق الرحم الذي ضعفت عضلاته بتكرار الحمل والولادة حيث أصبحت المرأة تدرك هذه المخاطر على صحتها وهذا ما يهدف له التمكين الصحي.

صعوبة الرعاية

بينت العامودي أن التعليم لعب دورا كبيرا في هذا الجانب وكذلك عمل المرأة ما جعلها تدرك صعوبة إنجاب عدد كبير من الأطفال ورعايتهم.

معدل الخصوبة

أكدت أستاذ مساعد في قسم دراسات سكانية اجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة إنجي حريري، أن معدل الخصوبة الكلي في المملكة حسب آخر إحصائية لموقع (The spectator index) انخفض ليصبح 2.2 لعام 2019، مقارنة بعام 1970 حيث بلغ معدل الخصوبة 7.3، معتبرة أن هذا التغيير الذي حصل ليس غريبا، خاصة مع التغيرات الكبيرة والجذرية التي تمر بالمجتمع السعودي، موضحة أهم العوامل التي أثرت في حدوث هذا التغيير أبرزها تعليم المرأة، بالإضافة إلى مشاركتها في سوق العمل.

التحول الديموغرافي

أقرت حريري أن نظرية التحول الديموغرافي من أهم النظريات التي تفسر التغيير في معدل الخصوبة وتنطبق على المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن التقدم الاجتماعي الاقتصادي الكبير الذي حدث في المجتمع كان لا بد أن يكون له تأثير على انخفاض معدلات الوفيات وبالأخص عند الأطفال، ما نتج عنه انخفاض في معدلات الإنجاب في المجتمع.

تنظيم النسل

بينت أستاذ مساعد بقسم المواد العامة بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة هدى الذماري، أن عمل المرأة ورغبة الزوجين في تنظيم النسل هما السبب الرئيس لانخفاض معدل الإنجاب بالمملكة، وأوضحت أن السكن المستقل للزوجين دون معين لهما في تربية الأبناء أفقد التكافل الاجتماعي، وأدى إلى انخفاض معدل المواليد، وغلاء المعيشة وما يتبعها من ارتفاع قيمة المتابعة والأدوية ومصاريف الولادة، إضافة إلى الانسياق خلف المظاهر الاجتماعية وما يتبعه من تكاليف استعدادا لقدوم المولود، وعدم تحمل المسؤولية عند البعض (رجل أو امرأة)، فيحدث الانفصال غالبًا بعد طفل أو طفلين.

الإفراط في التقنية

بين مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد، أن نقص معدلات الإنجاب عائد إلى الإنسان ذاته، وذلك بسبب الاستخدام المفرط للتقنية فقبل عقود قريبة لم تكن التكنولوجيا (التقنية) متقدمة كما هي الآن، حيث دخلت التكنولوجيا في الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية والترفيهية وغيرها من الصناعات الحديثة، مقرا أنها هي السبب الرئيس والمباشر في كل ما يصيب الإنسان من أمراض ومشاكل صحية ونفسية واجتماعية، خصوصاً التأثير على الهرمونات التي هي السبب الرئيس عند الرجل والمرأة على السواء، وتؤثر على الإنجاب بصورة مباشرة.

سن الزواج

بين عضو جامعة هارفارد الدكتور سمير محمد شعث، أن انخفاض نسبة الخصوبة بين المواطنين يرجع إلى تأخر سن الزواج، والعمل لساعات طويلة واهتمام المرأة بالعنصر الجمالي، والسمنة المفرطة، حيث نجد نساء صغيرات في العمر ولكن أوزانهن الزائدة تسبب الكثير من المشاكل ومن أبرزها تكيّس المبايض، فزيادة 5 كيلوغرامات عن المعدل الطبيعي قد يؤدي إلى تكيس المبايض، موضحا أن من العوامل الشائعة حالة بطانة الرحم المهاجرة والتي تصيب النساء في مرحلة الخصوبة وينتج عن خروج خلايا بطانة الرحم وبقائها خارج الرحم في أماكن مختلفة في الجسم على شكل عقد صغيرة أو كتل، موضحا أن هذا المرض يصيب ما بين 7 % - 10 % من النساء.

وعي المرأة

ذكر عضو جامعة هارفارد 3 حلول لمشكلة انخفاض الخصوبة تتمثل في عدم تأخير سن الزواج، لأنه كلما تأخر سن الزواج، قلّت فرص الحمل والخصوبة، وزيادة وعي المرأة لمواعيد دورتها الشهرية حتى تكون ملمة بفترات الخصوبة والوقت المناسب للحمل. ومراجعة الطبيب في حال تأخر الحمل لأكثر من سنة على بدء المحاولة بالحمل ليتم كشف الحالة وتلقي العلاج الملائم.