مواجهات الذهاب والإياب لعبة لا يجيد تفكيكها سوى المدربين الذين يعرفون التعامل مع أجواء تلك النزالات التي لا تقبل القسمة، صحيح أن مقابلة الذهاب لا تعني النهاية والمجال متاح للتعويض في لقاء الرد، غير أن هناك الكثير من ساسة التدريب يرون أنها الأهم في حسم المعادلة الصعبة، وينطلقون في نظرياتهم من أن نتيجة البداية تجبر المدربين على تغيير الحبكة الفنية في الإياب، ولا شك أن الفائز تعطيه الفرصة برسم الإستراتيجية التي يريدها، حتى التعادل السلبي أشبه بالفوز لصاحب الأرض لأن الخصم لم يسجل في ملعبه، وبالتالي فإن أي نتيجة إيجابية في الرد تعد مكسبا، وأمام تلك الحقائق فإن نزال البداية أو ما يسمى بالشوط الأول الأهم في تجاوز المحطات، والرباعي السعودي في منعطف صعب، خاصة وأن الانطلاقة بدأت من دور الـ16، وهذا يثقل كاهل المدربين على اعتبار أن المواجهات الودية التي يخوضها الفريق في مستهل التجهيز تختلف جملة وتفصيلا عن الرسمية. والأخيرة تكشف ملامح قد لا تظهر بأقوى التجارب الودية لكنها تلوح بكل وضوح في الصراع المحتدم، حينما يكون الهدف التهام النقاط، ولهذا يتعين عدم إصدار الحكم في المشهد الأول، لأن عمل المدربين تراكمي، ويحتاج للوقت لكي يتكامل.

بعيدا عن النزالات الآسيوية حدد الاتحاد السعودي لكرة القدم التعديلات الجديدة للائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، ويبدو أن الشكوى التي تقدم بها نادي الهلال في الموسم الماضي على خلفية مشاركة لاعبي أحد والوحدة اللذين سجلا خارج الفترة المسموح بها السبب المباشر بالتعديلات، والأكيد أن احتجاج الهلال قانوني بدليل أن المواد التي ظهرت رتقت تلك الهفوات وسلختها من آلية التسجيل، والأخطاء التي وقع بها اتحاد القدم السابق كثيرة بدليل ظهور إشكاليات جديدة بعد اتضاح إيقاف لاعب النصر بيتروس، ولم ينفذ في الموسم الماضي، والسؤال هل الإيقاف كان مقفلا بالأدراج؟ أم أن العقوبة حضرت للتو، أيضا حقوق الفيصلي التي يطالب بها النصر نظير انتقال الغنام والمنصور، والتي قوبلت مؤخراً برد غريب مغلف في فتوى شرعية، وفي تصوري أن مثل تلك الأمور يستغرب حدوثها في اتحاد يدير أندية محترفة ضخ عليها ملايين الريالات، والأمل كبير أن تسير الأمور في مجراها القانوني الذي يخدش العمل الذي ننشد ويطمح له كل محب للعدالة.