باختصار اذهب عزيزي المراجع إلى أي مستشفى، وإن لم تتم خدمتك بالشكل المطلوب، فبدلا من أن تستل جوالك من غمده، لترفع بلاغا عن طريق الرقم المجاني 937، حاول أن (تاخذ وتعطي) مع أحد الموظفين الذين تراهم يعملون بجد واجتهاد، واسأله عن سبب عدم استغلال وزارة الصحة لقدراته بنقل تجربته لزملائه لتحسين جودة تجربة المريض.

ستجد وكأنه انهار من شدة الفرح بالإشادة الصادقة، ولسان حاله يقول (يا ليت قومي يعلمون)، وسيقول لك باختصار ومن يسمع لنا، ومن يهتم بالمجد منا؟.

صحيح أن وزارة الصحة تقيم تكريما لموظفيها المتميزين بين فترة وأخرى على مستوى الوزارة، وعلى مستوى المناطق، وصحيح أن لدى الوزارة ما يعرف بـ(صوت الموظف)، وصحيح أن هناك بدلات للتميز ولمشرفي الأقسام، وكلها تشير إلى أن هناك معرفة بأهمية العمل باحتراف.

ولكن هل صحيح أن كل ما سبق أعلاه لا يذهب إلا للمستحق الفعلي لتكريم التميز، وأن صوت الموظف يُسمع وتحل إشكاليته بكل مرونة من مديريه وبدون (الاستقعاد) له، وهل هناك معايير واضحة ومحددة للحصول على بدلات التميز وبدلات مشرفي الأقسام ولها بنود واضحة، ولا يدخل بها (يا رفيقي فيه بدل إشراف تعال بسرعة أسجلك قبل لا أحد يدري).

أكثر من يعرف المتميز من غيره هو المراجع المستمر لمستشفياتكم يا وزارة الصحة، وأكثر ما طوّر من تجربة العملاء لدى الشركات وقطاعات تجارة الأفراد هو تقييم العملاء، وليس تقييم المستهلكين لموظفي تلك القطاعات (تقييم الموظف لوحده وليس القسم أو القطاع).

المراجع المستمر يتعامل مع الممارسين الصحيين والموظفين، وهم في كل حالاتهم وباختلاف مزاجاتهم، وهذا التقييم العادل والمنصف، وهو من يلتمس تحسن الخدمة وسوئها الذي قد يختلف كل يوم عن الآخر.

فلماذا لا تركز الوزارة على تحفيز مراجعيها على تقييم موظفيها، ولماذا لا يكون التقييم إلكترونيا، ولا يتدخل به المدير المباشر (ولا حتى المدير الإعادة)، فهذه الطريقة ظالمة لموظفين كانوا مخلصين في عملهم، وتم تحطيم آمالهم على صخرة (المحسوبية والشللية)، من قبل مديريهم الذين قد يكونون أقل منهم علما وتقيدا بأخلاقيات المهنة.

نظرة للسماء: فاقد الشيء لا يعطيه، فلا تنتظر مني إسعادك وأنا غير سعيد.