انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إنسانية في قرية الحضن بمنطقة نجران، ورغم بساطتها فإنها تبعث السرور في نفوس المتعففين، وذلك من خلال إقبال عدد واسع من أهالي القريةعلى شراء كميات من الخبز، ووضعها داخل محلات بيع المواد الغذائية لتقديمها إلى كل من يحتاج الخبز بالمجان.

تنفيذ المبادرة

تعود أهالي قرية الحضن على عبارة «الخبز اليوم بالمجان»، ويستفيد المواطنون والمقيمون من تنفيذ هذه المبادرة كل ثلاثة أيام خلال الأسبوع الواحد، في أسواق متفاوتة خاصة بالكبرى منها التي يوجد بداخلها فرن للخبز.

ذلك عن طريق وضع مبلغ مالي من فاعل خير، ويبلغ إدارة السوق بأن من يرد شراء الخبز يخصم من هذا المبلغ. وتتفاوت الأسعار التي يضعونها من 100 - 500 ريال، ويسرع الأهالي في الإعلان عن ذلك عبر رسائل الواتس آب، وتحديد المحل أو السوق التجاري الذي يبيع الخبز اليوم بالمجان.

صدقة عظيمة

يرى الكثير من المحسنين الذين طبقوا هذه المبادرة أنها من أفضل أنواع الصدقات، ووسيلة لفعل الخير وكسب الأجر والمثوبة. وأنها تذهب في محلها بدلا من توزيعها على غير المستحقين، أوالتبرع بها لأشخاص يشتبه بصرفها في غير محلها. وقد حازت على استحسان الكثير، بالرغم من تعود الأهالي على هذه الظاهرة فقط خلال فترة الأعياد والمناسبات الموسمية، فإنها انتشرت بالفترة الأخيرة بشكل مستمر خلال الأيام العادية.

أدخل السعادة

التقت «الوطن» بعدد من أهالي القرية، الذين أبدوا سعادتهم بها ومنهم محمد عقيل الذي يقول: «كم هي رائعة هذه البادرة، رغم البساطة التي يراها البعض، ولكن أثرها كبير داخل الأنفس». أضاف المحامي مانع غفينة، قائلا: «هي ظاهرة جميلة جدا، وتنم عن انتشار رابط المحبة والتقدير في أبهى صوره، عندما يأتي المحتاج وغير المحتاج ويأخذ ما يكفيه ذلك اليوم من الخبز دون أن يشعر بالحرج». ليؤكد حسين آل مهمل أن هذا العمل الإنساني جزء من التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه ديننا الحنيف، ويحث على العمل بالصدقات والتراحم والتعاطف بين أبناء المجتمع.