تعتبر الإصابة بسرطان الجلد واحدة من أعلى حالات الإصابة بأي سرطان في العالم. فالاكتشاف المبكر والعلاج منه، يمكن أن يحسن البقاء على قيد الحياة. ووفقا لتحليل جديد أجراه خبراء في جامعة برمنجهام، نجد أن تطبيقات الهواتف الذكية المستخدمة كـ»أنظمة الإنذار المبكر» لسرطان الجلد ضعيفة التنظيم ولا يمكن الاعتماد عليها كثيرًا لتحقيق نتائج دقيقة، وقد تتسبب بضرر لفشلها في تحديد سرطانات الجلد القاتلة، أو من الإفراط في التحقيق في النتائج الإيجابية الخاطئة.

تطبيقات

قام باحثون من معهد أبحاث الصحة التطبيقية بجامعة برمنجهام بالتعاون مع مركز الأمراض الجلدية المبنية على الأدلة في جامعة نوتنغهام بتحليل سلسلة من الدراسات التي تم إنتاجها لتقييم دقة 6 تطبيقات مختلفة. تكشف نتائجهم، التي نشرت في مجلة BMJ، أن عددا قليلا فقط من الدراسات أظهر دقة اختبارات متغيرة وغير موثوقة بين التطبيقات التي تم تقييمها.


حيث تم تصميم تطبيقات الكشف عن سرطان الجلد للتأكد من أن الأشخاص المناسبين يلتمسون العناية الطبية من خلال تقديم تقييم للمخاطر من الجلد الجديد أو المتغير. تستخدم هذه التطبيقات خوارزميات متخصصة لمحاولة اكتشاف سرطانات الجلد المحتملة.

وكان فريق البحث مهتمًا أيضًا بجودة الدراسات نفسها، التي قيّمت التطبيقات باستخدام الصور التي التقطها الخبراء بدلاً من مستخدمي التطبيق. إضافة إلى ذلك، لم تحدد العديد من الدراسات ما إذا كانت الآفات التي تم تحديدها على أنها «مخاطر منخفضة» لأنها تظهر في التطبيقات بأنها حميدة، مما زاد من خطر الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من التقييمات.

وقال كبير الباحثين من معهد أبحاث الصحة التطبيقية في جامعة برمنغهام، الدكتور جاك دينيس: «هذا مجال سريع الحركة ومن المخيب للآمال حقًا أنه لا يوجد دليل جودة أفضل متاح للحكم على فعالية هذه التطبيقات. ومن الأهمية أن يدرك اختصاصيو الرعاية الصحية القيود الحالية سواء في التقنيات أو في تقييماتهم».

لوائح التحكيم

لفت المؤلفون الانتباه إلى اللوائح التي تحكم تقييم تطبيقات الرعاية الصحية، حيث يمكن للمصنعين حاليًا تطبيق علامات CE على تطبيقات الهواتف الذكية دون الخضوع لفحص مستقل من قِبل هيئات مثل هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA).

على الرغم من أن هذا قد يتغير مع دخول لوائح الأجهزة الطبية الجديدة حيز التنفيذ في عام 2020، إلا أن الباحثين لاحظوا أن عمليات التقييم الأكثر صرامة التي يتم تنفيذها في الولايات المتحدة لم تسفر عن تلقي أي تطبيقات تقييم لسرطان الجلد تحصل على موافقة الجهات التنظيمية.

ويضيف مؤلف مشارك، وأستاذ الإحصاء الحيوي بمعهد أبحاث الصحة التطبيقية، جون ديكس: «يحتاج المنظمون إلى أن يتنبهوا للضرر المحتمل الذي تخلقه تطبيقات التشخيص أو مراقبة المخاطر المستندة إلى الخوارزمية، ونعتمد على علامة CE باعتبارها علامة الجودة، ولكن عمليات تقييم علامات CE الحالية ليست مناسبة لحماية الجمهور من المخاطر التي تنطوي عليها هذه التطبيقات».

سلسلة توصيات للدراسات المستقبلية لتطبيقات الهواتف الذكية

1- يجب أن تستند الدراسات إلى ذوي الصلة سريريًا بمستخدمي الهواتف الذكية الذين قد يكون لديهم مخاوف من الإصابة بسرطان الجلد.

2- يجب تضمين جميع الآفات الجلدية التي يحددها مستخدمو الهواتف الذكية.

3- تضمين المتابعة السريرية للآفات الحميدة في الدراسة لتوفير نتائج أكثر موثوقية.