ونشر تنظيم داعش الإرهابي بيانا قال إنه صادر عن عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» -الاسم المحلي للقاعدة في اليمن- يطالبون الظواهري بالتدخل لرفع ظلم واقع عليهم، وذلك بعدما أقدم التنظيم إلى إعدام ثلاثة من عناصره بعد اتهامهم بالعمالة والجاسوسية، وتعذيب آخرين في السجون.
ويتهم العناصر في بيانهم قيادة التنظيم بارتكاب «تجاوزات وأخطاء شرعية ومظالم عظيمة» عندما ألقت جزافا التهم بالجاسوسية التي أصبحت «كالوسواس» لديهم، مشيرا إلى أن العديد من المتهمين بالجاسوسية وكتابة التقارير قتلوا بقصف أمريكي أو في معارك ميدانية.
مبايعة الظواهري
في وقت سابق من مارس الماضي، أعلن الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب خالد بن عمر باطرفي، مبايعته زعيم التنظيم أيمن الظواهري، متوعدا واشنطن بأن يكون تنظيمه «كابوسا يقض مضاجع الأمريكان».
وذكر البيان المنسوب لعناصر القاعدة في اليمن أسماء ثلاثة أشخاص قال إنهم أعدموا ظلماً بعد اتهامهم بالعمالة، وهم: أبومريم الأزدي، والمسؤول الأمني الميداني فياض الحضرمي، وأمير اللجنة المالية سعيد شقرة والمعروف أيضاً باسم عبدالله باوزير، مشيرا إلى أنهم طلبوا من القيادة السابقة والحالية محاكم مستقلة في هذه الأمور، لكنهم رفضوا بذريعة «الحفاظ على أسرار التنظيم»، وهو ما يرفضه موقعو البيان الذين يتهمونهم بتعذيب المتهمين «جسديا ونفسيا» لانتزاع اعترافات أو اجتزاء مقاطع من كلامهم تبدو كاعتراف.
تسجيل القاعدة
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بث تسجيلا مصورا، ليمنيين وعرب قال إنهم يعملون ضمن التنظيم لصالح من وصفهم بـ«الصليبيين»، وظهر في التسجيل المعنون بـ«هدم الجاسوسية»، باطرفي -بعد يومين فقط من مبايعته زعيما للتنظيم- متحدثا عن حكم ما أسماها «الخيانة والتجسس ضد المجاهدين».
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها «داعش» عن اتهامات متبادلة وصراعات داخل تنظيم القاعدة، ففي مطلع فبراير الماضي عدد أسماء ثمانية عشر شخصا من القاعدة، منهم شرعيون وأمراء مناطق وأمنيون مثل فياض الحضرمي، وشقرة والأزدي، قال إنهم اعتزلوا القاعدة بعد حبس أو خلاف أو اتهام بالعمالة.
اعتزال عناصر
وأوضح داعش في منشور بعنوان «الاعتزال الكبير لتنظيم القاعدة في اليمن» أن من هؤلاء من فضّل أن يسلم نفسه إلى السعودية مثلا، ومنهم من رُفع أمره إلى الظواهري للبتّ فيه، فيما تحدث منشور آخر عن المدعو منصور الحضرمي والذي ولاه الريمي مهمة قتال داعش في المنطقة في قيفة بمحافظة البيضاء، ولكن بعد عام اتهمه بالتجسس لصالح التحالف ولاحقه بالحبس ورفع أمره إلى الظواهري نفسه، ما حدا بالحضرمي لجمع بعض التابعين له والانشقاق عن التنظيم.
وكانت جماعة أنصار الشريعة أصدرت منتصف الشهر الجاري الفيديو العاشر ضمن سلسلة «الله يشهد إنهم لكاذبون» المخصصة لفضح داعش في اليمن، وأظهر التسجيل المصور نتائج مروعة لانفجار عبوات ناسفة وألغام، متهما تنظيم داعش بزراعة الألغام والعبوات الناسفة التي «تستهدف عمداً» المدنيين في البيضاء.