بعد أن بدأ عدد من أصحاب الاستراحات والشاليهات والديوانيات حجزها لبعض الزبائن في عيد الفطر المبارك، باعتبارها متنفسا للعائلات، وفرصة لالتقاء أبنائها، جاء استمرار تدابير منع التجوال والتجمعات التي فرضها تفشي جائحة كورونا، ليثير خشية أولئك الزبائن من خسارة ما دفعوه كمقدمات للاتفاق (عربون)، وهي مخاوف بددها بعض الملاك بتعهدهم بإعادة ما دفع كعربون.

انفساخ وبطلان

يؤكد المحامي عبدالكريم القاضي أنه إذا تعذر إتمام العقد لسبب مشروع خارج عن إرادة الطرفين، أو كان العقد وقع في ظروف لا يمكن معها الاستمرار في تنفيذه، ففي الحالين يلزم إعادة العربون في الحالة الأولى لسبب انفساخ العقد، وفي الثانية لبطلان العقد، خصوصا مع علم الطرفين بالأسباب المانعة من نفاذ العقد واستمراره أو فائدته، لأنه في هذه الحالة لا يعدو أن يكون تفريطا وأكلا لأموال الناس بالباطل.

تخطيط

قال عدد من الأهالي: إنهم خططوا لحجز استراحات بعد أن افتقدوها خلال شهر رمضان الذي اعتادوا في أيامه ولياليه على التمتع بما توفره له من أجواء ترفيهية بسبب جائحة فيروس «كورونا»، حيث التزموا بالمنازل.

قال سعيد القحطاني «جرت العادة أن نحجز استراحة في شهر رمضان، تلتقي فيها العائلة، ونضع جدولا رمضانيا مميزا نستغل فيه تجمعنا للترفيه والتنافس في الألعاب الرياضية وألعاب التسلية وغيرها، ونستمر بذلك حتى ساعة السحور، لكننا افتقدنا إليها هذا العام لالتزامنا بسبب الأزمة والحجر المنزلي».

وتابع «رفضت بعض الاستراحات إجراء الحجز مبكرا لتخوفها من استمرار التدابير، فيما استقبل بعضها الحجوزات، مع التعهد بإعادة العربون المدفوع إذا استمر الوضع بهذه الطريقة». أكمل «الملاحظ أن الأسعار ارتفعت بزيادة 50% عن الأعوام السابقة لكثرة الطلبات وزيادة الإقبال، وربما رغبة تعويض عدم التأجير خلال الفترة الماضية».

ارتفاع الأسعار

قال عدد من الزبائن إن أسعار الاستراحات تقفز عادة للضعف، وباتت مبالغا فيها، خصوصاً في ظل غياب رقابة الجهات المعنية، وطالبوا بأن يكون هناك أسعار مفصلة لكل استراحة، تقدر حسب موقعها، وتأثيثها، وتصنيفها بأي درجة، وحتى يكون ذلك في متناول الجميع.

قال أحمد عسيري: «تقفز أسعار إيجارات الاستراحات 3 أضعاف أيام الأعياد، وقد رأينا أن محاولات الحجز بدأت مبكرا لكون الناس متعطشين للالتقاء وللاستراحات في العيد والمسابح والشاليهات الخاصة».

عملاء

يؤكد محمد الأحمري أن بعض الاستراحات والشاليهات لها زبائنها المعروفون، وعندما يأتي غيرهم يرفعون الأسعار ويستغلون المواسم دون رقابة، كما أن بعضها يلجأ إلى تغيير الأثاث والديكور لجذب الزبائن ورفع الأسعار في العيد، حيث تصل أجرة بعض الاستراحات حتى 3 آلاف ريال لليوم الواحد، وبعضها يتجاوز أكثر من ذلك، في استغلال واضح للموسم وزيادة الطلب، فيما تصل أجرة بعض الشاليهات الصغيرة إلى 2500 ريال لليلة الواحدة.

الاستراحات

يشير بعض ملاك الاستراحات إلى أنهم استقبلوا الحجوزات لأنهم توقعوا انفراج الأزمة، وأكد بعضهم أنه اتفق مع الزبائن على إعادة العربون في حال استمرارها، وأنه مستعد الآن لإعادة العربون، وبرروا ارتفاع الأسعار بالطلب المتزايد، وأن ما يفعلونه مبرر مشروع لهم، موضحين أن الأسعار تختلف من استراحة كبيرة إلى صغيرة، وهناك زبائن يرغبون في استئجار يوم فقط «الفترة الصباحية»، وآخرون يرغبون بالفترة المسائية.

وقال صاحب ومالك عقار محمد القحطاني: إن «العيد يرفع الأسعار بسبب الإقبال المتزايد، كما أن البعض يرغب باستراحة بعينها ويرفع مقابل إيجارها».

وأشار إلى أنه يجب على الجهات المعنية توعية الأهالي بالإحجام عن استئجار تلك الاستراحات المبالغ بأسعار إيجارها، كما يتطلب من هيئة السياحة ووزارة التجارة مراقبة الأسعار وتحديدها حسب الموقع والمساحة والتصنيف.

العيد يقفز بأسعار الاستراحات

المناسبة تزيد الطلب على الاستراحات

3000 ريال للاستراحة في اليوم الواحد

2500 ريال للشاليه الصغير خلال العيد

الأسعار تتضاعف 3 مرات في العيد