كشف لاجئ صومالي أسير لدى القوات المشتركة، عن تجنيد قسري يفرضه الحوثيون على اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، لتوظيفهم في مهام حربية واستخباراتية لصالح الميليشيا التي تعاني نقصا حادا في العنصر البشري. والأسير المفرج عنه بمبادرة من قيادة المقاومة الوطنية مع آخرين من المغرر بهم، هو فيصل عثمان حسن، صومالي الجنسية، وصل اليمن في التسعينيات ضمن اللاجئين الصوماليين، واستقر في سكن اللاجئين لفترة طويلة ثم انتقل إلى منطقة البرح غرب تعز مع بداية الحرب.

يقول الأسير فيصل عثمان حسن، إنه تعرف في البرح على شخص اسمه أبو شهاب وهو من مديرية موزع ويعمل لصالح الحوثيين، حيث كان الاثنان يتعاطيان الخمر معا -كما يذكر الأسير - قبل أن يقرر أبو شهاب الانتقام من فيصل عثمان دون مبرر.

وعمد القيادي الحوثي أبو شهاب إلى سجن فيصل، حيث جرى نقله إلى مدينة الصالح في منطقة الحوبان، وتم سجنه هناك وتعرض لصنوف من التعذيب، حيث كان يُعلق بالحبال منذ الظهر إلى المساء لمدة 6 ساعات، وأحيانا منذ الساعة العاشرة ليلا حتى الساعات الأخيرة من الليل. وكان الحوثيون من خلال تعذيبهم اللاجئ الصومالي، يحاولون تجنيده في صفوفهم، وبعد فترة من إبقائه في السجن أخرجه أبو شهاب وطلب منه العمل في شعبة الاستخبارات الحوثية لدسه في صفوف القوات الوطنية، ثم عادوا وطلبوا منه الانضمام إلى دورة للقتال «من أجل الوطن». بحسب شهادته.

مكافآت بالعملة التالفة

يقول اللاجئ الأسير في اعترافاته المصورة إنه استطاع النفاذ من مصير الدورة القتالية، لكن الميليشيا وظفته بعدئذ في نقل الأسلحة والمواد التموينية مع العمل في الجانب الاستخباراتي. وبحسب حديثه فقد كانت الميليشيا الحوثية تعطيه الطعام والشراب والقات وعشرة آلاف ريال تمنح له أسبوعيا كل خميس من العملة التالفة، لقاء العمل الذي يقوم به من أجل ميليشيا الكهنوت.

مهام استخباراتية

وقبل شهرين من أَسره أرسلت الميليشيا فيصل إلى المخا وأوصته بالوصول إلى أحد عملائها هناك، ويدعى عبدالجبار، وهو الذي سيعطي مهاماً تجسسية لفيصل، ليقوم الأخير بتنفيذها. يقول الأسير إنه وبعد عشرة أيام من وصوله المخا وقبل أن يلتقي بعبد الجبار، تمكنت استخبارات القوات المشتركة من رصده وإلقاء القبض عليه أمام مطعم شبوة وسط المدينة. وأكد اللاجئ المغرر به، أن مهاجرين صوماليين وإثيوبيبن يقطعون المسافات سيرا على الأقدام، يتم إلقاء القبض عليهم في مناطق سيطرة الحوثيين باتجاه البرح، وتجنيدهم للقتال في صفوف الميليشيا قسرا.

المهربون حلقة وصل

وأوضح أن الحوثيين يوظفون مهربين سابقين من محافظة صعدة للتخاطب مع الإثيوبيين والصوماليين الذين لا يجيدون اللغة العربية، وهؤلاء المهربون كانوا يهربون المهاجرين في السابق واكتسبوا من عملهم كيفية التخاطب مع المهاجرين. وأكد أن عملية تجنيد المهاجرين تتم بطرق قسرية، يجبر فيها المهاجر بعد اختطافه على القتال في صفوف الحوثيين مقابل طعامه وشرابه، داعيا زملاءه اللاجئين والمهاجرين الأفارقة حتى لا يقعوا في الفخ الذي وقع فيه، وأن يأخذوا حذرهم من العمل لصالح الحوثيين.