مع جائحة كورونا «كوفيد- 19» التي فأجأت العالم، وأجبرت الجميع على التباعد، حضر الإنترنت والتواصل عبر التقنية الحديثة على أعلى مستوى ونطاق ممكن، وأسهمت التطبيقات الإلكترونية في خدمة البشرية بشكل لم يسبق له مثيل.

أسهم الإنترنت في التجارة الإلكترونية بشكل فعّال، وأدت عملية البيع والشراء من المواقع الإلكترونية الموثوقة، والتي لها تجربة سابقة في خدمة العملاء، ولديها توجُّه مستقبلي نحو التجارة الإلكترونية، لما توفره من خدمة سواء في نطاق المصروفات والتكاليف على التاجر، أو سهولة التنقل بين الصفحات بشكل سلس، يعرض البضاعة في عدد غير متناهٍ من الصفحات الإلكترونية، والتي تمثل «رفوفا» غير متناهية للعرض. خفّضت مواقع الإنترنت التكاليف، وخفّضت سعر المنتج مقارنة بالسوق التقليدية، وخلقت سوقا جديدة وعملاء جددا، خلال تجربة إلكترونية حديثة. ولكن مع هذه المميزات تظل قضية التضليل واردة، وتبقى بيئة مناسبة وفرصة سانحة للقراصنة، وأحيانا تكون الأبعاد في الموقع غير الواقع والجودة أقل، وهو ما يقلل ثقة المتسوق، كما أن قضية الأمن السيبراني، وحماية المعلومات الشخصية الإلكترونية وبيانات العملاء، أو حتى الحسابات البنكية قضية حساسة جدا، وتمثل هاجسا كبيرا في التجارة الإلكترونية. وأسهمت التقنية الحديثة بمجال التعليم في توفير بديل مؤقت في ظل الجائحة، إلا أنها لم تكن مفصلية في أداء الاختبارات النهائية، مما اضطر وزارة التعليم في البحث عن حلول أخرى، وسبل مناسبة وفعّالة لتقييم الطلاب. ومن الأمور المستجدة، فتح الباب والمجال لغير المختصين للحديث مع وجود أرض خصبة، حيث الإعلانات الجاذبة في عالم خفيّ لا يعرف الطرف الآخر من أين يتحدث، أو مدى مصداقية تخصصه، مما يشكل خطر التضليل، وبث معلومات غير صحيحة، وأحيانا مغرضة.

وفيما نجحت التقنية الحديثة في تحقيق التواصل بشكل فعّال، إلا أن لها جوانب أخرى ما تزال تحتاج إلى تطبيقات أكثر فعالية، وتوفير مزيد من الأمن والتواصل الفعال. واليوم، الحاجة كبيرة وماسّة لوجود شبكة اتصال داخلي «انترانت»، للربط بين الإدارات الحكومية والمناطق المختلفة والتواصل الداخلي، إذ إن لدينا مجتمعا شابا لديه طاقات إبداعية مختلفة، ويرتاد مواقع التواصل بشكل كبير، ويشكل السوق المحلي سوقا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، وهي عوامل تساعد على نجاح وجود تجربة شبكة الربط المحلية «إنترانت»، تسهم في ربط أكثر أمنان وتخلق سوقا ذات موثوقية عالية، تجعل الجهات الرقابية فعّالة في ضبط المنتجات المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات بكل يسر وسهولة. مع كل هذة الابتكارات والتطبيقات، وسباق العالم المحموم، تبرز الحاجة المحليّة إلى وجود تطبيقات ذات موثوقية عالية ومصداقية كبيرة في عالم الإنترنت.