في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، ومع العودة التدريجية للحياة الطبيعية، غاب التباعد الجسدي داخل بعض أحياء جدة العشوائية، الأمر الذي يثير قلق ومخاوف سكان الأحياء، خوفا من عودة تفشي الفيروس بصورة أكبر.

ورصدت «الوطن» تجمعات عمالية غير ملتزمة بضرورة التباعد الجسدي، ولبس الكمامات القماشية، في كل من: حي البوادي الشعبي، وحي الحرازات شرق جدة، كما رصدت تجمعات وافتراش بسطات على جنبات الطرق، وغياب تباعد جسدي في حي غليل جنوب جدة.

مخاوف الأهالي

يقول مرضي الزهراني، أحد سكان حي الحرازات، إن التجمعات العمالية وغياب التباعد الجسدي يقلقنا نحن أهالي حي الحرازات، لا سيما أن هذه العمالة جوالة، وتمتهن عدة مهن، منها السباكة والكهرباء والبناء وغيره، وينتقلون من منزل إلى آخر.

وأوضح الزهراني أن نقطة تجمعهم تكمن في «مثلث العمال»، كما أطلق عليه، وهو مكان تنتظر فيه العمالة المتجولة أي فرص للعمل، إذ يذهبون إلى المنازل لأعمال الصيانة المنزلية، والتجول من منزل إلى آخر، وهو ما يشكل خطرا على أنفسهم وعلى أسرهم في المنزل.

من جانبه، قال عبدالعزيز العتيبي، من سكان حي البوادي الشعبي، إنه مع عودة الحياة الطبيعة، وبعد تعطل عن العمل دام أكثر من شهرين، ظهرت تجمعات عمالية وغاب التباعد الجسدي بينهم، وعدم تقيد بعضهم بلبس الكمامات داخل الحي وعلى الطرقات، مما أثار ارتباك أهالي الحي من تفشي فيروس كورونا بينهم، بسبب عدم مبالاة العمالة السائبة، غير المبالية بضرورة التباعد الجسدي، وترك مسافة كافية بينها.

سلوكيات غير منضبطة

أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد عبدالعالي، في المؤتمر الصحفي اليومي عن مستجدات فيروس كورونا، أن الجائحة ما تزال مستمرة، وأن هناك سلوكيات غير منضبطة في المجتمع. وشدد عبدالعالي على ضرورة التباعد الاجتماعي والتباعد الجسدي، والحرص على مسافة لا تقل عن مترين عن الآخرين.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية اتباع الأفراد في أي تجمّع إجراءات التباعد الجسدي، والحفاظ على مسافة لا تقل عن مترين في جميع الأوقات، والالتزام بالتسليم عن بُعد دون ملامسة الأيدي أو التقبيل. لا سيما أن العدوى تنتشر بسبب المخالطة اللصيقة، وعبر الرذاذ التنفسي، وملامسة الأسطح الملوثة.