بعد رحيل القذافي بطريقة معروفة لا نشمت فيها ولا نتشفى بها، مع أنه أعلن العداء والحرب علينا في حين أننا الذين وقفنا معه لرفع الحصار والعقوبات عنه بدافع «عروبي»، لكنه كعادته ومثل كثير غيره لم يقدره، بسبب لؤمه الذي ما يزيده الكرم إلا تمرداً.

وإذ به يفضح نفسه حتى بعد هلاكه، ويسحب معه عملاءه الذين جلبهم إلى خيمته الملغمة بأجهزة التسجيل كدليل لعدم ثقته بهم واللجوء إليها للابتزاز ضدهم، وشمل ذلك رؤساء دول وحكومات، ووزراء وعلماء.

فضلاً عن مرتزقة «الإخونجية» ممن تكشّف مؤخراً بعض تسجيلاتهم كالكويتيَين حاكم المطيري ومبارك الدويلة، وأعتقد أن هناك الكثير غيرهما، والزمن كفيل بكشفهم.

ولكني لم أستغرب خيانات «الإخوان»، وتآمرهم على أوطانهم وجيرانهم، فهذا ديدنهم طول تاريخهم، وخصوصاً بعد افتضاح أمرهم فيما يسمى زوراً بالربيع العربي وهو الخريف الإخونجي.

وما نراه من علاقتهم مع إيران وتركيا، فضلاً عن قطر، يؤكد أنهم طابور خامس ويوجب اعتبارهم إرهابيين وخونة، ومحاكمتهم وفقاً لذلك، سواء في محاكم دولهم، أو عن طريق «الإنتربول» للهارب منهم.

وإذا كانت هناك خيمة للقذافي في طرابلس الغرب، فإن هناك خياماً في طهران وإسطنبول والدوحة، فضلاً عن لندن وغيرها، حتى في بعض البلاد العربية ممن تمكّن فيها الصفوية والعثمانية، وعملاؤهما من مرتزقة جماعة الإخوان المتاجرين بالدين.

والحكمة في منع نصب «الخيم» ابتداءً، فضلاً عن «رصد» مرتاديها.