مع أزمة جائحة كورونا تغيرت الظروف الدينية والدنيوية، وبالتالي تعاملت الدولة المباركة مع الوباء بحكمة بالغة ومنهج المسؤولية.

ففي رمضان مثلاً حُظرت العمرة لمواجهة الوباء، لكنها لم توقف الصلاة في الحرمين كباقي المساجد، وإنما بمنهج سددوا وقاربوا، حيث جمعت بين الإجراءات الاحترازية وبين بقاء الشعيرة في الحرمين الشريفين، وإقامة الصلوات فيها، والتراويح والقيام.

وهكذا في الحج، حيث جمعت بين التدابير الوقائية بمنع الحجاج من الخارج حماية لهم، وفي نفس الوقت لم تعطل شعيرة الحج حتى مع كل هذه الظروف العالمية.

حيث قررت بحكمتها المعتادة إقامة الحج هذا العام، ولكن بأعداد محدودة تحقق الشعيرة وفي نفس الوقت لا تزهق الأرواح، وبشروط مشددة عبر بروتوكولات محكمة.

وسيسجل التاريخ للدولة السعودية الراشدة أنها استمرت في إقامة الصلوات في الحرمين الشريفين في شهر رمضان المبارك، وكذلك استمرت في القيام بالحج مع الأزمة والجائحة العالمية.

وهذه هي أمانة ورشد خدمة الحرمين الشريفين، بحيث لا تفتح الباب على مصراعية فينتشر الوباء بين المعتمرين والحجاج، ولا تقفله كذلك فتعطل الشعائر الدينية.

ونسأل الله أن يجزي خيراً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الحكمة البالغة والقيادة الرشيدة لهذه الملفات الطارئة.

ونبتهل للمولى جل جلاله أن يرفع الوباء عن الإنسانية جمعاء، وأن يلطف بالبشرية، ويعيننا على تجاوز هذه المرحلة التي سوف نتجاوزها ونحن أقوى بإذن الله تعالى.