المعلومات التي تقدم من معشر الإعلاميين يفترض أن تكون بعيدة عن الشوائب والأخطاء، ويستقيها المتلقي كما هي، وهنا أحدد (المعلومة) بعيدا عن الرأي، والذي في العادة ينحني بشكل كبير لنزق الميول، ومن النادر جداً أن تجد أصحاب الآراء يجسدون الواقع الذي يفترض أن يكون، وهذا أمر طبيعي إذا سرنا في خانة (كل يغني على ليلاه)، وتتجلى تلك الصورة بشكل كبير في المجال الرياضي الذي تخيم عليه العاطفة بحكم العشق للنادي الذي يميل له، لكن تبقى المعلومة لها أحاديتها ويتعين عدم خدشها بتمريرها بقالب مخالف في سبيل الإسقاط على ذاك الفريق، وإبراز من الكيان الذي يعشقه، والأكيد أن الواجهة الصحيحة ستتضح ولو بعد حين، لأن التاريخ لا يمكن أن يمحو التقادم بل يزيده تأكيد.

حقيقة تشعر بالألم وأنت تتابع إعلامي ننظر له بعين العافية وهو يمرر معلومات مغلوطة، ويحاول إخفاء الحقيقة، ويعتقد أن ذلك سيحقق الجوانب التي يهدف لها، قد نلتمس العذر للمشجع في حال طرحه المعلومات غير الدقيقة.

ومن هذا المبدأ يفترض على الإعلامي تحري الدقة في كل ما يطرحه لأن المعلومة لا تقبل التأويل، في حين أن الرأي قد يأخذ مسارات متعددة، على سبيل المثال البطولات التي تحققها الأندية لا يمكن مضاعفتها أو نسخها لأن هناك تاريخاً وأحداثاً شاهدة على العصر، ولو عرجنا على الرأي لوجدنا أن هناك تبايناً في الطرح كحال قرار استئناف الدوري بعد توقفه، فهناك من أيده وآخرون يرون العكس، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح بدليل توهج الدوريات العالمية بعد العودة، وبالتالي يجب التوقف حول الخوض في قرار عودة النشاط الرياضي، والبحث عن أمور تخدم مصلحة الرياضة السعودية بدلاً من الانزواء في خانة جلب المكتسبات للفريق المفضل، حتى ولو كان على حساب المصلحة العامة.

الجانب المريح أن هناك أندية محلية قطعت شوطاً كبيراً في التجهيز، وتعمل بصمت لهدف تحقيق الأهم، أما الحصول على بطولة وفرق أخرى تتلمس الدخول في دائرة المشاركين آسيويا علاوة على من يسعى للهروب من شبح الهبوط، وهذا مؤشر إلى أن المنافسات التي ستبدأ غرة أغسطس المقبل سيكون مؤشرها عاليا، عطفًا على استعدادات المتنافسين الذين يجدون اهتماماً كبيرًا من الاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين، في سبيل تحقيق أفضل الأجواء لها، لكن الجانب الذي توقف عنده الكثير بعض التوصيات التي صدرت من الاتحاد السعودي للجهات ذات العلاقة لضمان نزاهة المنافسة، ورغم اتفاقنا في بعض البنود التي طرحت إلا أن البعض الآخر قد يكون فيه تداخل كالتوصية بمنع أي ناد محلي من التعاون المستقبلي مع أندية دول أخرى، إذا رفضت تمديد الإعارة الحالية لأي لاعب، وفي تصوري تلك الأجواء في التعامل من الصعب التحكم بها لأن الأندية واللاعب هدفهم الفائدة بحكم أن المجال بيع وشراء والتزام، ونؤمن بأن الأخلاقيات مهمة في هذا السياق، لكن هناك من يرى أن تحقيق المصالح المادية يأتي في الطليعة حتى ولو على حساب كل الأشياء، ولهذا يفترض أن نتعايش مع هذه الأجواء، ومن الصعب الضغط على أندية خارجية لا نملك التصرف في القرارات التي تتخذها.