على أهمية بعض الأخبار والمعلومات التي ترد إلينا تباعاً عن فيروس العصر كوفيد 19، لمواكبة الأحداث المتجددة عنه على مدار الساعة، إلا أن هناك من الناس من يتذمر من تتابع تلك الأخبار وتلك المعلومات، ويتحسس من قدرتها في التأثير عليه نفسياً.

يتبدى هذا الأمر من خلال التوتر والاضطراب النفسي الذي تحدثه إحصائيات وأرقام الوفيات المتزايدة، ويظهر ذلك جلياً من خلال تأثير تحديثات نسبة المصابين المعلنة أعدادهم بصفة دورية عبر المؤتمرات الصحفية لمنظمة الصحة العالمية، أو عبر المؤتمرات الخاصة لوزارات الصحة المحلية، أو من ثنايا القنوات الإذاعية والقنوات التلفزيونية المختلفة مساراتها وتوجهاتها أو من خلال الندوات المتوالية للمسؤولين عن هذا الأمر.

هذه الفئة لم تعد تحبذ مشاهدة أو سماع هذه الأخبار المروعة بالنسبة لها، فهي تستشعر الخوف منها، وموضع الظن أنها تفسد لديها ما تبقى من متعة الحياة، وترى تولد الإحباط في غضونها.

إن المشاعر السلبية التي تحيط بهؤلاء من كل حدب وصوب قد تكون كفيلة أن تكبلهم في أتونها وتزيد من احتماليات وقوعهم في أمراض نفسية مزمنة لا طاقة لهم على احتمال تبعاتها، وإن مما زاد الأمر سوءا تلك المعلومات الكاذبة والأنباء المضللة المتدفقة من فوهة مجرى الشائعات، مع أن الناس اليوم هم أحوج ما يكونون إلى سماع ومشاهدة جوانب متعددة لصور الأمن ومظاهر الطمأنينة، خلاف ما نلحظه مع كل أسف في بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي امتهن بعض نشطائها نشر الذعر والخوف من خلال سيول الأراجيف والأخبار الكاذبة المغلفة بقالب ترهيبي تمادوا في صنعه في صلب هذه الأزمة، بحيث بدت أراجيفهم وكأن العالم اقترب أجله وأخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبنحو من ذلك فإن رسائل التهكم والسخرية ما انفكت هي الأخرى عن عبثهم وسخفهم بوتيرة غير مستساغة في جنح هذا الحدث الجلل الذي لا يحتمل أي صور من صور السخرية، كيف ونحن نعيش تبعات هذا الحدث وتداعياته المؤلمة يوماً بعد يوم، حاصداً من الأرواح الأعداد الكبيرة.