في هذا الوقت ومع كل الاحتياطات والاحترازات التي يمكن اتخاذها إلا أن الإصابة بفيروس كورونا الجديد أو ما يعرف بـ(كوفيد - 19) ما زالت محتملة جدا، ولكن يعد العمل على تقوية الجهاز المناعي أحد أهم مقومات التعافي من هذا المرض، فالمناعة البشرية عنصر أساس في مقاومة هذا الفيروس.

ونجد هذا المفهوم الصحي ينطبق في عالم التقنية والبيانات والمعلومات من حولنا، حيث إنه رغم كل التدابير التقنية والسيبرانية التي يمكن اتخاذها، إلا أن احتمالية الإصابة بأحد الفيروسات في الأنظمة والأجهزة موجودة بشدة، وبالمقابل فما ينطبق على البشر في التعافي من الفيروسات ينطبق على التقنية، فيعد العمل على مناعة البيانات أحد أهم مقومات التعافي من هذه الإصابة.

لقد خلقت أزمة كورونا عالما رقميا جديدا تعد فيه البيانات عنصراً أساساً للعمل والتقدم، حيث تتخذ القرارات بالبيانات، وبها تبنى الاستراتيجيات، وبها يعمل على تنفيذها.

إن أهمية البيانات لا تنتهي عند هذا الحد، بل تُجمع بيانات إضافية لاحقاً مما قد تم تنفيذه من خطط واستراتيجيات، وتحلل مرة أخرى لقياس فاعلية القرارات.

وتعد هذه البيانات عرضة للإصابة بالفيروسات، لذا فالعمل على زيادة مناعتها ضد الهجمات أمر من الضرورة والإلزام بمكان.

يجب توفر عناصر مهمة في أي نظام لحفظ البيانات، وقد لخصت الباحثة في جامعة جون هوبكنز Johns Hopkins University بولينا ماموشينا Polina Mamoshina مع فريقها البحثي أنظمة حفظ وأرشفة البيانات خصوصا في المجال الصحي في: الموثوقية، إمكانية الوصول، إمكانية التوسع وترشيد النفقات.

وأبرزت الباحثة وفريقها تقنية عصرية حديثة يمكن استخدامها في المجال الصحي وتتوفر فيها هذه الخواص وهي تقنية البلوكتشين (Blockchain)، وهي تقنية تعتمد على حفظ البيانات بنسخ متعددة، في أماكن متعددة، مما يتيح الوصول السريع للبيانات بأقل التكاليف، وليس ذلك كل شيء فحسب، بل إن نظام البلوكتشين لديه مناعة عالية ضد الفيروسات، وهذا ما يزيد من إمكانية تصديه للهجمات الإلكترونية الشرسة، لأن البيانات التي تحفظ على شكل أجزاء صغيرة (بلوكس) في أماكن متفرقة من العالم يقلل احتمالية فقدانها أو التعديل عليها دون ملاحظة من أحد.

إن استخدام البلوكتشين في المجال الصحي أصبح من أحد المقومات الأساسية المهمة التي يتجه لها العالم أجمع، فهي تقنية ستغلق أبوابا كثيرة كانت عقبة في وجه التقدم في مجال صناعة القرارات المبنية على البيانات، ولكن في ذات الوقت، هل ستفتح هذه التقنية أبوابا أخرى؟