يعتقد الكثير أن عدد المتابعين للأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، يعد مقياسا للمهنية، بينما أوضحت الأستاذ المساعد بكلیة الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزیز غيداء الجويسر أن عدد المتابعین بشكل عام هو مقیاس لفرص الظهور، وعامل أساسي من عوامل الشعبیة عبر المنصات، إلا أنه لا يعد مقیاسا دقیقا لمهنیة الطبیب ومهاراته.

عدد المتابعين

قالت الجويسر إن عدد المتابعين لا يعتبر مقياسا لكن هذه الإجابة قد تختلف من شخص لآخر بمعنى أن العدد قد يكون مقياسا لدى فئة معینة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لجهلهم بجوانب أخرى یمكن التلاعب بها مثل إمكانیة شراء المتابعین وتزییف الحقائق وافتراضهم أن ما هو منتشر ومعروف هو بالضرورة ذو ثقة.

الطبیب النجم

أشارت إلى أن الطبیب (كفرد) یستخدم هذه الوسائل مثل غیره من ملایین المستخدمین، لكن اختلافه يكمن في كونه طبیب وهنا یأتي التحدي والحذر، لأن بعض الأطباء ينجرفون لتسویق أنفسهم وتحقیق حلم «الطبیب النجم» لما یعود علیه من منافع اجتماعیة ومادیة، وكذلك قد یكون بسبب ضغط الأقران والضغط المجتمعي بتشجيعه لعمل حسابات على مواقع التواصل أو أسئلة مرضاه له عن حساباته، كما أن وسائل التواصل تلبي رغبات سریعة وفوریة للظهور والتأیید وتخلق وهما بالإنجاز.

الإعلام الصحي

ذكر استشاري طب الأطفال والرعاية التلطيفية ورعاية الحالات المزمنة خالد الغامدي أنه في ظل غياب الإعلامي الصحي الرسمي المنظّم، فإن مساهمة الطبيب في نشر الوعي الصحي من خلال القنوات المتاحة تساعده في التوجيه الطبي من خلال النصائح والإرشادات ولكنه ليس الأساس في شخصية الطبيب متعددة الأركان، حيث تقوم شخصية الطبيب على عدة أركان، تشمل الخلفية العلمية وتُصقَل من خلال عدّة محاور أهمّها مهارات التواصل بكافة أشكالها كالتواصل الداخلي مع الفريق بكافة أعضائه ومع المريض وذويه وغيره، كذلك فإنّ الركن الأهم من شخصية الطبيب المتكاملة هو ركن يضع الطبيب في موقع المسؤولية بحيث يصبح صوت مريضه ويطالب بحقوقه ويدافع عن مبرّراتها ويعمل على إيصالها إلى أبعد المستويات لتقديم الخدمة المثالية لكلّ مريض برؤية فردية تتوافق مع احتياجاته وتطلعاته.

الوعي والتسويق

حول النتائج العكسية لاستخدام الحسابات في نشر الوعي الطبي أو التسويق قالت الجويسر، إن هذا الأمر يختلف من مجال لآخر، فلنأخد التجمیل كمثال هنا التسويق مقبول لأن مجال التجمیل - بشكل عام دون التعمیم - مجال منافسة ربحیة، لذا فإن تسویق الطبیب لعیادته، إنجازاته (العملیات مثلا) هو متطلب ضروري للبقاء في هذا السباق.

وأضافت: تكمن المشكلة في التسویق الذي یفقد المصداقیة أو ینتهك الخصوصیة ولیس في التسویق ذاته، فمن حق أي صاحب مهنة إظهار نفسه على الساحة، ولكن هتك أخلاقیات المهنة وتزییف الحقائق هو المشكلة.

فلو أخذنا الطب النفسي كمثال آخر، فإن إفشاء أسرار من یلجؤون للعیادات النفسیة حتى دون ذكر أسمائهم والاكتفاء «بسرد قصصهم» هو ضد أخلاقیات المهنة والمحافظة على السریة والتي تعتبر لب مهنة الطب بشكل عام فكیف بالطب النفسي هنا تأتي هذه القصص كوسیلة تسویقیة لتزید من شعبیة الطبیب لكن المردود العكسي هو فقد الثقة في سریة المعلومات وبالتالي النتیجة العكسیة التي قد تؤدي للعزوف عن الاستشارات بدلا من الإقبال علیها، ونوهت أن هنا لابد أن ننظر لعوامل أخرى منها موافقة صاحب الاستشارة، ووعیه لانتشار استشارته على وسیلة جماهیریة واحتمالیة أن یروق له ذلك (لشعوره بالأهمية).

عدد المتابعين:

- مقیاس لفرص الظهور

- عامل أساسي من عوامل الشعبیة عبر المنصات

- لا يعد مقیاسا دقیقا لمهنیة الطبیب ومهاراته