منذ بداية انتشار وباء كورونا (كوفيد19) والكثير من الممارسين الصحيين نالهم نصيب منه، وأصيبوا، والبعض منهم تماثل للشفاء، وبين رحلة سماع خبر الإصابة وخبر الشفاء مشاعر عديدة تتخبط بين خوف على مرضاهم وقلق على ذويهم ومن خالطوهم من الكادر الطبي، وشوق للعودة لخطوط الدفاع، في هذا الصدد تواصلت «الوطن» مع عدد من الأطباء الذين تغلبوا على هذا الفيروس وعادوا لخدمة مرضاهم وأداء عملهم بنشاطهم المعهود.

العدوى والعمل

قال استشاري الجراحة العامة وجراحة الحوادث محمد عسيري «إنه وبحسب طبيعة عملي في الجراحة، وكذلك في العناية المركزة، فقد كان القلق ينصب على المرضى الذين باشرت حالاتهم في تلك الفترة التي اكتشفت إصابتي فيها، مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية، إلا أن القلق كان موجودا لأنه في بعض الأحيان تظهر النتائج سلبية وقد تكون العكس، تابع عسيري: ولكن بفضل الله لم تسجل أي إصابات بينهم، وبالنسبة للعدوى أشار عسيري إلى إنه ربما يكون التقطها من أحد الزملاء الذين كان مصابا دون أعراض وكانت الأعراض خفيفة.

مصدر العدوى

في تجربة أخرى ذكر استشاري المسالك البولية للأطفال وجراحة المناظير والرجل الآلي (الروبوت) فهد اليامي، أن مصدر تلقي العدوى بالنسبة له غير مؤكد، فربما تمت العدوى من أحد المرضى أو حتى من المخالطة المجتمعية المعتادة وليس شرطا من المستشفى، وحول شدة العدوى أكد اليامي أن الأعراض بالنسبة له مشابهة لأعراض الإنفلونزا العادية، ولم تكن شديدة، وحرص بعد التشافي على مشاركة تجربته عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وذلك لبث الاطمئنان وأهمية الجانب النفسي في مكافحة المرض.

انتقال في المختبر

كانت أيضا لاستشاري علم الأمراض الإكلينيكية والأستاذ في قسم الأحياء بجامعة جازان الدكتور عبدالعزيز الحازمي تجربة، حيث أوضح أنه في أحد أيام عمله –وبحكم العمل في المختبر- قام باستقبال عدد من عينات الجهاز التنفسي (العلوي والسفلي) ومع أخذ كامل الاحتياطات، إلا أنه حدث انتقال للعدوى، حيث بدأت الأعراض بعدها بيومين ولله الحمد لم تتضاعف الحالة، إلا أن العدوى انتقلت لزوجته ولكن لله الحمد لم تنتقل للأبناء، وبعدها أتم فترة العزل وعاد لمزاولة العمل بشكل طبيعي.

اشتباه مبدئي

ذكر استشاري جراحة الأطفال والمواليد مدني آل عيسى أنه في بداية الأمر تم تنويم طفل مريض في جناح العزل باشتباه مبدئي بمرض كورونا، وتشخيص رئيسي التهاب في الزائدة الدودية، وتم إجراء العملية –قبل ظهور نتيجة الطفل- بالأخذ بجميع الاحترازات وبعد 24 ساعة ظهرت النتيجة للطفل وكانت سلبية، تابع آل عيسى: ولكن بعد مرور 48 ساعة بدأت آلام دون وجود أعراض في الجهاز التنفسي، وفي اليوم الثالث من بداية الأعراض ازدادت الآلام واختفت حاسة الشم والتذوق حينها تم أخذ العينة وكانت إيجابية، وأكد آل عيسى أن أكثر الأمور التي أثارت قلقه هو نقل العدوى لأحد من أسرته، وكذلك الرغبة في التشافي والعودة للعمل، خاصة أن تلك الفترة كان نصف عدد الأطباء في القسم متواجدين خارج السعودية ولم يتمكنوا من العودة في ذلك الحين.