يحاول الباحثان نيل سميث ونيكولاس آلوت في كتابهما «نعوم تشومسكي: الأفكار والمثل» عبر تحليل مساهمات المفكر الأمريكي الرئيسة في الدراسات اللغوية والفكرية، تقديم تأثير نعوم تشومسكي في عدة حقول معرفية بدءا من اللغويات والفلسفة وعلم النفس والعلوم السياسية والنقد الأدبي. الكتاب الذي نقله للعربية العراقي الهادر المعموري، يستعرض الآثار النفسية والفلسفية لأعمال تشومسكي، ويقدم عرضا لتنظيراته اللغوية، ويقف فيه القارئ على رؤية المؤلفين بأن تشومسكي غيّر جذريا طريقة تفكيرنا في أنفسنا، معتبرين أن تأثيره في تاريخ الأفكار يساوي تأثير داروين أو ديكارت.

خيارات المستقبل

يستكشف كتاب «تشومسكي الأفكار والمثل»، نظريات تشومسكي الرئيسة، ويركز على التطورات الأخيرة في برنامجه التبسيطي، حيث يتصدّى لقضايا مثل: اللسانيات علما، اللغة الداخلية والخارجية، الاعتبارات الدلالية، بنية المعرفة، الوصف مقابل التفسير، شروط النحو الكلي، مشاكل التحليل النحوي، اكتساب اللغة، التدريس مقابل التعلم دون دراسة، الواقعية الفلسفية، اللغة والمجتمع، نقد السياسة الخارجية الأمريكية، حروب الولايات المتحدة في غرب آسيا ابتداء من العام 2001، الربيع العربي، انتخابات العالم الثالث، خيانة المثقفين، تقنيات التحليل التفصيلي المعمق، المطلقات الأخلاقية وخيارات المستقبل، شمولية الإسلام.

لغة واحدة للبشر

في مقدمة الكتاب يتناول نيل سميث ونيكولاس آلوت أهمية تشومسكي «طفل التنوير»، الذي أظهر أن التعقيد الهائل للغات التي لا حصر لها، والتي نسمعها في كل مكان، هو عبارة عن تنويعات لموضوع واحد يتمثل في «النحو الكلّي»؛ والذي يصفه تشومسكي بطريقة أكثر قوة بقوله: «إن عالم فلك من المرّيخ قد يخلص إلى أن هنالك لغة واحدة فقط للبشر على الأرض».

ملفات المراوغة

إضافة إلى الطرح المكثف في جانب اللغويات، يتناول الكتاب أطروحات تشومسكي عن تفجيرات نيويورك 11 سبتمبر 2001، التي وضع حولها عدة مؤلفات وكتب عنها مقالات وتحليلات مختلفة. وكان من أبرز الشخصيات المهمة في الولايات المتحدة التي عارضت الحرب في أفغانستان والعراق، بل شخصية أساسية في الحركة المناهضة لهذه الحروب، حيث عمل من أجل كشف حملات الخداع التي تقوم بها وسائل الإعلام، فضلا عن ملفات المراوغة وباقي الأكاذيب لإدارتي بوش وبلير.

حياة الأفكار

أيضاً من القضايا التي يتعرض لها الكتاب، كيف نعرف اللغة؟ كيف يكتسب الأطفال هذه المعرفة؟ كيف تطورت اللغة؟ ويختتم بسرد نشاطه السياسي ونقده للتطورات الأخيرة مثل الربيع العربي، ويكيليكس، وحركة احتلال وول ستريت. إضافة إلى قسم يغطي وجهات نظره حول التغير المناخي ونزع السلاح النووي. فيما عد البعض العمل بمثابة سيرة لأفكار تشومسكي، إذ أصر المؤلفان على أن تجري إضافة فصول جديدة تتعلق بكتب المفكر التي صدرت بعد أن نشرت الطبعة الأولى من الكتاب، بحيث يصبح العمل تتبعاً مستمراً لحياة الأفكار عند أستاذ اللسانيات بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لستة عقود، والمؤلف لأكثر من 100 كتاب تختص باللسانيات والفلسفة والسياسة.

قيم مشوهة

نعوم تشومسكي (1928) - كما وصفه الكتاب - كان شخصية مثيرة للجدل في العديد من الكتب التحليلية التي تناولت فكره وحياته من أبرزها محاولة كريس نايت في كتابه «تفكيك تشومسكي»، كما أعدت حوله وعن كتبه وأفكاره عدة أفلام وثائقية كان من بينها «تشومسكي: ثائر دون تردد» للمخرج ويل باسكو، و«قيم مشوهة: حرب أميركا ضد الإرهاب؟» للمخرج جون جانكرمان.

ولا يزال تشومسكي واحداً من أبرز المفكّرين المؤثّرين في العصر الحديث. فقد أمكن لأعماله الواسعة النطاق في ميادين اللسانيات، وعلم النفس، والفلسفة، فضلاً عن السياسة، أن تُحدِث ثورة في طريقة رؤيتنا للغة والعقل، عدا عن الطبيعة البشرية.

أفرام نعوم تشومسكي

ولد في 1928 فيلادلفيا، بنسلفانيا

أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

كتب عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام

مؤلف لأكثر من 100 كتاب

صُنف بالمرتبة الثامنة لأكثر المراجع التي يتم الاستشهاد بها على الإطلاق

وُصف بالشخصية الثقافية البارزة، حيث صُوت له كـ «أبرز مثقفي العالم» في استطلاع للرأي 2005

يوصف بأنه «أب علم اللسانيات الحديث»

يُعد شخصية رئيسية في الفلسفة التحليلية

يعود إليه تأسيس نظرية النحو التوليدي

بعد نشر كتابه الأول في اللسانيات أصبح ناقدا بارزا في الحرب الفيتنامية

اشتهر بنقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ورأسمالية الدولة ووسائل الإعلام الإخبارية