في ظروف استثنائية ومن تحت وطأة جائحة كوفيد-19 المستجد يحتفل العالم باليوم العالمي للسياحة (27 سبتمبر من كل عام). وكان من المقرر أن يشهد عدد من مدن العالم السياحية فعاليات وأجواء احتفالية ترفيهية وثقافية للتعبير عن سعادتها بهذا اليوم، لكن نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر على السياحة العالمية جاء الاحتفال رمزيا.

هذا اليوم العالمي أقرته منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعد اعتماد هذا النظام الأساسي علامة فارقة في السياحة العالمية. الغرض من هذا اليوم هو زيادة الوعي بدور السياحة داخل المجتمع الدولي، وإظهار كيفية تأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.

في عام 2017، كان عنوان اليوم العالمي للسياحة هو «السياحة المستدامة». بينما في عام 2018، كان الموضوع هو «السياحة والتحول الرقمي» وفي عام 2019 كان الموضوع هو «السياحة والوظائف: مستقبل أفضل للجميع».

وأكدت منظمة السياحة العالمية أن قطاع السياحة حول العالم دعم 319 مليون وظيفة، بنسبة 10% من إجمالي العمالة فى العالم، أي واحدة من كل عشرة وظائف في جميع أنحاء العالم تعمل بالسياحة، وذلك بعد أن شهدت حركة السياحة العالمية نموا كبيرا خلال العام 2018. وتؤكد الأرقام الرسمية لمنظمة السياحة العالمية أن المساهمة المباشرة للقطاع في إفريقيا، أدت إلى توفير فرص العمل لـ9.3 ملايين فرصة عمل في عام 2017، في حين بلغت 9.6 ملايين فرصة عمل بنهاية 2018.

وكانت السياحة من بين أكثر القطاعات تضرراً من جائحة كوفيد-19، وأدت القيود المفروضة على السفر والانخفاض المفاجئ في طلب المستهلكين إلى انخفاض غير مسبوق في أعداد السياحة الدولية، مما أدى بدوره إلى خسائر اقتصادية وفقدان الوظائف.

إن العاملين في الاقتصاد غير الرسمي هم الأكثرعرضة لخطر فقدان الوظائف في قطاع السياحة وإغلاق الأعمال بسبب جائحة كورونا، وفي الوقت نفسه، من المرجح أن تكون الوجهات الأكثر اعتمادًا على السياحة في الوظائف والنمو الاقتصادي هي الأكثر تضررًا.

تمثل أزمة السياحة تهديدًا لمبادرات الحفاظ على الحياة البرية وحماية التراث الثقافي العالمي كذلك، وأدى الانخفاض المفاجئ في عائدات السياحة إلى قطع التمويل للحفاظ على التنوع البيولوجي. ومع تعرض سبل العيش للخطر في المناطق المحمية وحولها، من المتوقع أن ترتفع حالات الصيد الجائر والنهب. ومع إغلاق 90 % من مواقع التراث العالمي نتيجة الوباء، فإن التراث الثقافي للبشرية معرض للخطر في جميع أنحاء العالم.

ويأتي الاحتفاء بيوم السياحة لهذا العام 2020 تحت شعار «السياحة والتنمية الريفية» مناسبة دولية مع استمرار تداعيات جائحة (كوفيد- 19)، وفي ظل توقعات المنظمة العربية للسياحة والاتحاد العربي للنقل الجوي في سبتمبر الجاري بانخفاض الإيرادات السياحية عالميا بنسبة 68% خلال العام الحالي، مقارنة بعام 2019، بخسائر قيمتها 474 مليار دولار، وعربيا بنسبة 69.1% أي بنحو 28 مليار دولار، في ظل تطلع دول العالم قاطبة إلى استعادة حركة السياحة والسفر العالمية مستوياتها ما قبل جائحة فيروس كورونا، واستئنافها بشكلها الطبيعي كهدف رئيس نظرا إلى أهميتها في الاقتصادات العالمية.

من جانبها، تعمل وزارة السياحة السعودية على تأهيل وتطوير قطاعات السياحة والتراث الوطني في المملكة، وإشراك المواطن في العملية السياحية، من خلال رفع الوعي الاجتماعي، وتثقيف المجتمع وتنميته سياحيا، وتنمية وتطوير وتأهيل المواقع التراثية والوجهات السياحية، وتنفيذ البرامج والفعاليات والأنشطة السياحية لتحقيق التنمية المستدامة. ولم تألُ وزارة السياحة السعودية جهداً لإظهار المواقع التراثية في المملكة بقيمتها التاريخية وأصالتها، لتعكس البعد الحضاري للمملكة والأهمية الثقافية والاقتصادية.