كتب روبرت غرين كتاباً سماه (48 قاعدة للسطوة)، وهو بصراحة كتاب خطير ومسمم للأفكار. يحاول فيه المؤلف أن يعطي بوصلة للأشخاص الذين لديهم القدرة على السيطرة على الآخرين، بحيث يتم توجيههم والاستفادة منهم بأكبر قدر ممكن.

قراءة الكتاب مهمة جداً لكل دبلوماسي وسياسي وإداري في المستويات العليا، وهو كتاب موجه لكل من يعمل في أماكن يمكن التلون فيها بأكثر من شكل ومظهر.

في رأيي أن الكتاب من المهم قراءته من الشباب كافة، وخاصة أولئك الذين يحاولون بطموحهم أن يغيروا من واقعهم وأوضاعهم التي يعيشونها، لأن قراءته، تعطي الانطباع الداخلي للإنسان عن الكيفية التي قد يتلاعب بها عليه، بمجرد الإحساس برغباته وطموحاته، فيتم استغلالها بشكل واضح لتحقيق أهداف أشخاص أكثر ذكاءّ منه.

في هذه المقالة، وفي مقالات لاحقة سأتحدث عن بعض القوانين التي كتبها في كتابه.

(قانون: اجعل الآخرين يقومون بالعمل بدلاً عنك، ولكن احصل على الفضل دائما)، في هذا القاعدة يدعوك غرين الى أن توفر جهدك ووقتك، إضافة عليها، أن تأخذ هالة ضخمة في تسخيرك للآخرين بعلمهم أو دون علمهم لتحقيق مآربك الشخصية. لأن الطبيعة البشرية تنسى المساعدين، وتبقي صاحب الصورة الأخيرة.

(قانون: استدرج الآخرين لفعل ما تريد) وهنا يقول: إنه يتوجب عليك أن تسيطر على انفعالاتك، وأن تتلاعب بميل الناس الطبيعي للاستجابة بغضب حين تستفزهم أو تضللهم بالطعم المناسب. وبهذين السببين، يمكنك أن تغري الناس لأن يأتوا إليك متخلين عن خططهم الخاصة.

ويقترح هنا أن تستدرجهم بالمكاسب، حتى تكون أوراق اللعبة في يدك، ومن ثم تفرض عليهم شروطك، وتهاجم من يرفض.

(قانون: تعلم كيف تبقي الناس معتمدين عليك) وهو يرى هنا أن جوهر الحكمة يكمن في محافظتك على حريتك واستقلاليتك، في نفس الوقت الذي يتوجب عليك فيه أن تجعل من حولك محتاجين إليك دائماً ومعتمدين عليك في تحقيق سعادتهم وازدهارهم. مع الأخذ بالاعتبار عدم تعليمهم أبداً كيفية الاستغناء عنك.

(قانون: لا تبحث في الناس العطف أو رد الجميل، بل استدرجهم بمصالحهم) ويعلق على هذه القاعدة، بأن يقول: إن عليك أن لا تذكر الناس بهباتك وأفعالك الجميلة معهم، وإذا أردت من أحد أمراً، عليك أن تظهر عوائده التي سيكسبها بمجرد التحالف معك والاستماع لكلامك، ويتوجب عليك دائما التركيز في حديثك على ماذا سيكسب الطرف الآخر، وسوف تجده يتبع مصالحه بشكل فطري.

القوانين والقواعد التي تحدث بها روبرت غرين في هذا الكتاب، لها تفسيرات متعددة، ولذلك يقول إنه لا يتوجب عليك أن تطبق كل هذه القواعد، لأنه قد يكفيك منها بعضها أو القليل منها؛ في حال كونك استوعبتها وعملت بها بشكل ذكي وفعّال.

أرجع للتأكيد على أن هذا الكتاب والأفكار الموجودة بداخله، فيها من الخبث الشيء الكثير، وهذا الأمر يدعو إلى ضرورة قراءته أو الاطلاع على ملخصاته المنشورة عنه في الإنترنت. على الأقل، من أجل أن يسلم الإنسان الطموح من خبث الخبيثين ومكر الماكرين.