البعض يشتكي والبعض يثني على تلك التجربة، وأنا هنا أتحدث عن مجتمعنا السعودي.
كنا في وقت مضى ـ وأنا متيقن من هذا الكلام ـ الأغلبية تستخدم التقنية فقط للترفيه والتسلية، وقد أوجدت التقنية لتسهيل أمور الحياة، وهي بلا ريب نعمة من الله، عز وجل، على البشرية.
لا يعرف أغلب مجتمعنا من التقنية الحديثة إلا الألعاب والمقاطع التي تنتشر بين أنواع متعددة من التطبيقات والمواقع، ولن أذكر أسماء هنا لكي لا يكون الموضوع على سبيل الإعلان عنها، هي فعلا سلاح ذو حدين كما أحب أن أطلق عليها أنا، ولكننا للأسف بشكل عام استخدمنا الجانب السلبي منها، بينما بعد استغلال التقنية للتعليم عن بعد ـ أعتقد ولا يخالفني الرأي أحد مهما كان ـ أننا توصلنا لشيء من الإيجابية المطلقة في استخدام التقنية الحديثة ممثلة في الشبكة العنكبوتية وأجهزة الاتصالات بجميع أنواعها من حاسوب واتصالات وغيرها.
رب ضارة نافعه كما يقال، فقد أصبح أبناؤنا وبناتنا بل ومعلمونا وموظفونا يستعملون التقنية بشكل أفضل مما كانوا عليه قبل جائحة كورونا العالمية.
تهافت الناس على توفير أجهزة الحاسوب لأبنائهم وبناتهم بدل من أجهزة الألعاب التي غزتنا للأسف، وأصبح كثير من الناس يجعلها بين يدي أطفاله لا يعي خطورتها. أجهزة الكمبيوتر المستقبل القادم للعالم بأسره هي التي يجب علينا تعلم التعامل معها في الوقت الحالي. تقنية يجب أن نسخرها لتسهيل أمور حياتنا اليومية وهي كما ذكرت نعمة من الله عز وجل.
أنا واثق كل الثقة أننا بعد تلك التجربة، كثيرون أتقنوا بل أبدعوا في استخدام أجهزة الكمبيوتر، وخير مثال على ذلك أبنائي، ابنتي غسن التي تدرس في المرحلة الابتدائية في الصف الخامس تحديداً أتقنت لوحة المفاتيح وكيفية تغيير اللغة من العربية للإنجليزية وكذلك كيفية تغيير حالة الأحرف الإنجليزية من كبير لصغير وهي سمة من سمات الحروف الإنجليزية وكذلك فتح صفحات الشبكة العنكبوتية وتخزين تلك الصفحات في المفضلة، تعلمت ما الملفات وأنواعها وسعات التخزين وامتداد الصور وغيرها الشيء الكثير.
ألم أقل لكم إن التعليم عن بعد بغض النظر عن السلبيات التي يتحدث عنها كثيرون إلا أن ما تعلمه أبناؤنا من تعامل مع التقنية الحديثة هو الربح الذي حصلنا عليه من تلك التجربة التي اعتبرها نعمة من الله من بها علينا وعلى أبنائنا، ولله الحمد.