(1)

كان رجل الأعمال، متصدرا المجلس، منشكحا، ويحكي في السياسة، ويفتي في الطب، كان الجميع مبتسما، متفقا، وأنا - كالعادة - أصارع نوبات «طبعي» السيئ، لأني وعدت كثيرا من الأحبة بالتدرب على «المجاملة»، ولكنني فشلت وهأنذا في خصومة معه.. وبحاجة للمال!

(2)


وفي مجلس «للمثقفين» - وهم الفئة الأكثر حبا لمجالسة النساء - كانت «الدكتورة» الجميلة تتناول شخصية تاريخية بأسلوب عاطفي سطحي، ثمة من يصوّر فيديو لهذا الطرح الساذج- في الحقيقة التصوير ليس لتوثيق كلامها- أما البقية فيومئون برؤوسهم متفقين، كان «القولون» يتخابث معي، قاطعتها ونبهتها إلى أن الشخصيات التاريخية نتناولها بموضوعية بعيدا عن حسابات الحب والبغض، حاولت مقاطعتي بكبرياء النساء، فانفجرتُ بكلام طويل، أنا لم أفهمه! غادرنا، ولكن الجميع لم يعودوا أصدقائي!

(3)

نحن أقوياء في صنع رأي، وفرضه، ولكن عندما نلتقي بالوجه الحسن، أو نشم رائحة المال، تبدأ لدينا فجأة حالة «احترام الرأي الآخر» حتى لو على حساب المبادئ والقيم!

(4)

هذه «الخقة» الثقافية لها مبرراتها، فللجمال إشعاع مهيب، من ذا الذي يقدر على قول أنت مخطئ، للوجه الفاتن، والعينيين الماكرتين، والمبسم الندي..من؟! خسارة هذه «الملامح» فادحة حتى لو لم تربحها أصلا!

ومن ذا الذي يملك القدرة على قول «خطأ» للمليونير «المنشكح» الذي يعلم أن جهله لا حدود له؟

(5)

لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، عدا الفتاة الجميلة، والرجل الثري، ومن يعارضهما فهو إما مجنون جدا، أو شجاع جدا، وفي الحالتين هو خسران جدا!