أحدث انتحار طفل يبلغ من العمر 11 عامًا من أسرة فقيرة موجات من الصدمة في جميع أنحاء المجتمع الإيراني، مما يسلط المزيد من الضوء على تساؤلات الفقر المتزايد وإهمال الدولة. حيث أقدم الطفل محمد موسوي زاده، الذي يعيش في منزل عائلته المستأجر المتواضع في مدينة داير الجنوبية بمحافظة بوشهر، على شنق نفسه.

تم الكشف عن التفاصيل المروعة من قبل والدته فاطمة، التي تكسب لقمة العيش لأطفالها الثلاثة الآخرين - أحدهم معاق - وزوجها المريض، من خلال تنظيف المنازل وكذلك تبرعات صغيرة من الأقارب.

والتي قالت لوكالة «ركن» للأنباء التي تراقب عن كثب التطورات المتعلقة بالأمراض الاجتماعية في إيران: وجدته ملقى على أرضية المطبخ بوجهه الأسود والأزرق، بعد أن شنق نفسه.


ووفقًا للأم، تم دفع محمد إلى حافة الانتحار بعد أن تحطم حلمه بالحصول على هاتف ذكي يحتاجه للانضمام إلى دروسه عبر الإنترنت.

دورات افتراضية

قامت إيران بتحويل الكثير من مناهجها المعتادة إلى دورات افتراضية، بصفتها أكبر ضحية لفيروس كورونا في الشرق الأوسط، فيما يحتاج الطلاب فيها إلى اتصال موثوق بالإنترنت وأجهزة مثل الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية.

وروت والدة محمد قائلة: «وعد المدير عدة مرات بتزويده وطفلين آخرين بهواتف ذكية، لكنه لم يفعل».

وعلى العكس من ذلك، قال المسؤولون في مدرسة محمد إنهم أعطوه بالفعل الجهاز مجانًا، معلنين أنهم يمتلكون أدلة تثبت أن الطفل قد انضم إلى الدورات التدريبية عبر الإنترنت، ولكن اتهمت الأم مديري المدرسة بـ»الكذب»، قائلة إن محمد لديه هاتف مكسور فقط، وليس هاتفا ذكيا.

كما أوضحت رسالة حزينة كتبها معلم محمد إن الصبي أرسل له رسائل متكررة تشير إلى أن «هاتفه المكسور» غير قادر على إرسال أو استقبال الصور التي يحتاجها لأداء واجباته المدرسية.

تناقض حكومة إيران

كشفت الحالة المروعة، عن تناقض خطط الحكومة الإيرانية الطموحة للتعلم عبر الإنترنت مع بنيتها التحتية الضعيفة وفشلها في تغطية جميع الطلاب في جميع أنحاء البلاد بالأساسيات أثناء الوباء.

ووفقًا للمتحدث باسم لجنة التعليم العام في البرلمان الإيراني، لا يزال الوصول إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت غير متاح لما يصل إلى 3 ملايين من أصل 14 مليون تلميذ إيراني.

حتى أن انتحار محمد دفع صحيفة «جافان» اليومية المحافظة إلى وصفه بأنه «ضحية للتمييز التعليمي».

وكتبت الصحيفة، أن القضية كانت بمثابة مؤشر آخر على «الفقر العميق الجذور» في المجتمع الإيراني، حيث اتسعت الفجوة بين الأغنياء والمحتاجين في السنوات الأخيرة، بسبب العديد من الأسباب، معظمها لا سيما الفساد المستشري.

أمثلة لحالات أطفال انتحروا بسبب الفقر في إيران:

أبريل 2020

- انتحرت زينب، ذات 11 عامًا من قرية في ولاية إيلام المتخلفة، لأنها كانت تخجل من ملابسها البالية، والتي لم تستطع أسرتها المحتاجة استبدالها عشية الحرب. وحُرمت من القبر المناسب في المقبرة العامة، وفقًا للنائبة التي تمثل دائرتها الانتخابية في البرلمان الإيراني، ودُفنت خارج منزلها.

- أرمين ذو 12 عامًا، انتحر بعد أسابيع قليلة من وفاة والدته بسبب السرطان في مستشفى محلي، حيث احتفظ المديرون بجسدها لعدة أيام إذ لم تتمكن الأسرة من دفع الفاتورة، وقال مدير مؤسسة خيرية محلية خاصة، لم يكن هناك طعام في منزلهم، ولا حتى طبق أو ملعقة.

أكتوبر 2020

محمد موسوي زاده ذو 11 عاما، الذي يعيش في منزل عائلته المستأجر المتواضع في مدينة داير الجنوبية بمحافظة بوشهر، وجد ملقى على أرضية المطبخ بوجهه الأسود والأزرق» بعد أن شنق نفسه، بعد أن تحطم حلمه بالحصول على هاتف ذكي يحتاجه للانضمام إلى دروسه عبر الإنترنت.