لعقود طويلة كانت المرأة ملفا مهما في عالم الجاسوسية، ولعبت دوراً كبيراً في عمل المخابرات والجاسوسية، ضمن جيوش من الجواسيس المدربين الذين انتشروا في كافة بقاع الأرض. وطرح ترشيح أفريل هاينز، لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية تساؤلا: هل تنجح المرأة في تواجدها على رأس هرم الاستخبارات كما نجحت في أعمال التجسس؟.

وما بين غرف الاستخبارات الأمريكية، والبيت الأبيض، سوف تتوزع مهمة أفريل هاينز، التي رشحها جو بايدن للمنصب، وهي تكون بهذا أول امرأة تشغل هذا المنصب في أمريكا، حيث ستقوم بالإشراف على عملية إحاطة الاستخبارات الرئاسية. وسلط ترشيح أفريل الضوء على مفارقة كبيرة، في سجل النساء ما بين الجاسوسية والاستخبارات.

جذور قديمة

تحدثت عدة تقارير عن قدرة أفريل هاينز على النجاح، وهو ما استدعى معه مقارنات تاريخية بين نجاح المرأة في ملف الجاسوسية، وتصديها لرأس الهرم الاستخباراتي في أمريكا. وتعود جذور التجسس إلى العصور القديمة، عندما كتب الاستراتيجي العسكري الشهير صن تزو في «فن الحرب» حوالي عام 500 قبل الميلاد: «من يعرف العدو ويعرف نفسه لن يتعرض للخطر في مائة من الاشتباكات». كما أن هناك وثائق قديمة، تثبت أن الإغريق والرومان استخدموا التجسس أيضا، ومن أشهرالجواسيس من النساء في العالم وفقا لـKalingaTV Bureau ماتا هاري، والتي كانت عميلة مزدوجة مشهورة، اسمها الحقيقي مارجريتا غيرترويدا زيل، حقق رقصها نجاحًا فوريًا، عندما بدأت حياتها المهنية في عام 1905. ومن خلال رقصاتها، جذبت جمهورًا كبيرًا عبر برلين وفيينا ومدريد، وقيل إنها كانت لها العديد من العلاقات. وخلال الحرب العالمية الأولى، سمحت لها اتصالات عديدة بالسفر بحرية، كما أن الأنشطة المحددة لتجسسها غير واضحة، لكن في عام 1917 اتهمها الفرنسيون بالعمل لصالح الألمان، باستخدام أدلة من المخابرات البريطانية السرية. وأكدت أنها تلقت أموالًا للتجسس لصالح الفرنسيين في بلجيكا، لكن السلطات الفرنسية قالت إنها تحولت إلى عميل مزدوج، وسربت بعض المعلومات السرية إلى الألمان. تم القبض عليها وإعدامها رميا بالرصاص في عام 1917 عن عمر يناهز 41 عامًا.

القنبلة الذرية

تم إعدام إثيل روزنبرج وزوجها جوليوس، بواسطة كرسي كهربائي في مرفق سينج الإصلاحي في عام 1953، لنقل معلومات حول بناء القنبلة الذرية إلى الاتحاد السوفيتي. كما تم اتهامها بطباعة أسرار ذرية مسروقة، من الملاحظات التي قدمها زوجها، وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقبض عليها، إلى جانب جواسيس ذريين آخرين، في عام 1950.وأعدمت في يونيو 1953.

الفأر الأبيض

نانسي ويك المعروفة باسم «الفأر الأبيض»،وصل ثمن القبض عليها لخمسة ملايين فرنك. وخلال عملها السري، ورد أنها قطعت 300 ميل، عبر نقاط التفتيش الألمانية، لتحل محل الرموز التي أجبر مشغلها اللاسلكي على تدميرها في غارة ألمانية.

وعندما هربت للعودة إلى بريطانيا، تم تسجيلها في العمليات الخاصة التنفيذية «SOE». وفي مناسبة أخرى، أعيدت نانسي بالمظلة إلى أوفيرنج المحتلة، حيث قدمت الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، لقوات المقاومة المحلية «المعسكرات» في غابة ترونسيه. وساعدت في قيادة الهجمات على جنود القوات الخاصة، مما تسبب في سقوط 1400 ضحية.

فاتنة روسيا

ألقي القبض على آنا تشابمان، المعروفة بالفاتنة لجمالها ولشعرها المميز في روسيا، مع تسعة آخرين في عام 2010، للاشتباه في تورطهم في حلقة تجسس «برنامج غير قانوني». وكانت المجموعة عبارة عن شبكة من العملاء النائمين الروس الذين، كان هدفهم الواضح التسلل إلى الدوائر الاجتماعية والسياسية الراقية، وحصلت على واحدة من أعلى أوسمة روسيا في مجال التجسس.

وسام كوبا

كانت آنا بيلين مونتيس تعمل في وزارة العدل في واشنطن العاصمة، عندما لم تكن خجولة من التعبير عن رفضها لسياسات الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى، تم تجنيدها كجاسوسة كوبية. و في عام 1985، تقدمت للعمل في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، وسرعان ما ارتقت في الرتب لتصبح أكبر محلل في كوبا، وحصلت على وسام من كوبا.

الوردة البرية

كان للحرب الأهلية عدد كبير من الجواسيس من كلا الجانبين. ومنهم روز أونيل غرينهاو، أو «الوردة البرية»، كانت انفصالية معروفة، وجاسوسة مشهورة للكونيفدرالية. وأعاد رئيس الاتحاد الكونيفدرالي جيفرسون ديفيس، لها الفضل في مساعدة الجنوب على الفوز في معركة بول ران الأولى «أو ماناساس» بسبب رسائلها السرية، إلى الجنرال بيير جي تي بيوريجارد.

اللؤلؤة السوداء

كانت جوزفين بيكر راقصة ومغنية وممثلة، وناشطة في الحقوق المدنية، وجاسوسة فرنسية من مواليد أمريكا. ملقبة باسم «فينوس البرونزية»، و«اللؤلؤة السوداء»، وعندما اندلعت الحرب في عام 1939، تم تجنيدها من قبل المخابرات العسكرية الفرنسية كـ «مراسلة مشرفة» لجمع المعلومات، حول مواقع القوات الألمانية من المسؤولين في العديد من الأحزاب، التي كانت ستحضرها في السفارات والوزارات. حتى عندما غزت ألمانيا فرنسا، سمح لها النازيون، بسبب شعبيتها الهائلة، بحرية الحركة.

جاسوسة الاتحاد

نشأت إليزابيث فان ليو، من ريتشموند بولاية فرجينيا، مع مشاعر قوية تجاه إلغاء عقوبة الإعدام، ومع اندلاع الحرب الأهلية، بدأت العمل نيابة عن الاتحاد. في البداية ساعدت جنود الاتحاد الأسرى على الهروب، سرعان ما أصبحت خبيرة بالتجسس.

وتضمنت حلقة التجسس الخاصة بها، أكثر من 12 شخصًا، وحتى مروا بالبيت الأبيض في الكونيفدرالية، حيث عملت جاسوسة أخرى تابعة للاتحاد، وهي أمريكية من أصل إفريقي، تخفت كخادمة. كان قادة النقابات، وخاصة الجنرال أوليسيس س. غرانت، يثمنون عالياً معلوماتها.

مدير الاستخبارات الوطنية «Director of National Intelligence»‏

هو مسؤول في حكومة الولايات المتحدة، يعمل تحت رقابة مباشرة من الرئيس

أنشئ هذا المنصب بموجب قانون إصلاح الاستخبارات ومنع الإرهاب عام 2004 بهدف:

- العمل كأهم مستشار لرئيس الولايات المتحدة، و مجلس الأمن القومي الأمريكي، في كل ما يتعلق بالاستخبارات المتصلة بالأمن القومي.

- العمل كرئيس مجتمع الاستخبارات، وهو اتحاد لـ17 وكالة استخبارات أمريكية.

- الإشراف على وتوجيه البرنامج الوطني للاستخبارات.