روبوت الدردشة أو المدردش الآلي أو ما يعرف بالـ«chatbot» هو تقنية تتيح الحوار بين الإنسان والآلة، بحيث تجعل من الممكن أن يسأل المستخدم عن موضوع محدد ويقوم الشات بوت بالإجابة عن تساؤله، ليس ذلك فحسب، بل من الممكن أن يكون الشات بوت ذاته هو من يطرح السؤال لفتح مجال للحوار.

تطبيقات الشات بوت دخلت عددا من المجالات، كالمجال الصحي والإداري والدعم الفني وغيرها، ومن المجالات الحديثة التي دخلت لها هذه التقنية، هو المجال الإخباري، بحيث يتيح الشات بوت للمستخدم أن يطرح أسئلة أكثر عمقا عن الأخبار التي يتم تداولها.

قامت البروفيسورة مارتي هيرست (Marti Hearst) مع فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا بيركلي (University of California, Berkeley) بإنشاء شات بوت يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكنه الدردشة مع المستخدمين، كل على حدة، عما يطرح الإعلام من أخبار.


لتصميم نظام شات بوت، في الغالب يتم الاعتماد على قاعدة بيانات، وباستخدام تعلم الآلة «Machine Learning» يتم تدريب خوارزمية على التفاعل مع المستخدم، ولكن ما يميز شات بوت البروفيسورة مارتي هو أن نظامها يعمل على جمع مصادره بشكل آلي، فلا يعتمد على قاعدة بيانات ثابتة، بل يستخدم مصادر إخبارية متعددة محدثة باستمرار.

شات بوت الفريق البحثي يقوم أيضا بتصنيف الموضوعات الإخبارية المطروحة، على شكل غرف دردشة، حيث يدور النقاش في كل غرفة عن موضوع معين، يتم تحديده بشكل أيضاً آلي، دون الحاجة إلى تدخل بشري، مثل أن تكون هناك غرفة دردشة عن فيروس كورونا الجديد COVID-19 في الهند، أو مثلا عن مستجدات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

يقوم نظام الشات بوت هذا أيضا بتسجيل مسار المحادثة مع المستخدم، وذلك لضمان عدم تكرار الحديث أو المعلومات المطروحة، مما يساهم في استمرارية الحديث مع الطرف الآخر، كما ويقوم النظام بتحديد عدد من الأسئلة المحتملة، ومن ثم يقوم بربطها بمصادر إخبارية تدعم الإجابات المقترحة، وهذا يساعده في فتح مجال للحوار مع المستخدم سواء للاستمرار في نفس الموضوع أو للانتقال لموضوع آخر.

مثل هذه التقنيات التي تساعد على التفاعل مع الإعلام بشكل شخصي، جعلت وكأن المستخدم في برنامج حواري مفتوح، حيث يمكنه طرح تساؤلاته، ومن ثم الحصول على إجابات لهذه التساؤلات، سواء كان نقاش المستخدم عن موضوع حديث الطرح في الإعلام، أو كان للحصول على معلومات أكثر تفصيل عن الخبر محل التساؤل.