(1)

علمتني الحياة أن حبس الشكوى في «الصدر»، والتكتم، يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية لا يحمد عقباها!

أنسى حكايات الأصدقاء.. ولكن عندما يقول لي أحدهم سأخبرك أمرا ولا تخبر أحدا، تقوى الذاكرة فجأة وأشعر بورطة.. ويا لها من ورطة!

ستكون مملا عندما تقول كل شيء، ومريضا عندما تكتم الأسرار، وأنا اخترت أن أكون مملا على ألا أكون مريضا بالقرحة، والقولون، والاكتئاب!

(2)

دراسة حديثة لعلماء الأعصاب من كلية «دارتموث» الأمريكية أكدت أن الفضفضة مع الآخرين واستعراض تجاربهم، والسماع، والحديث عن المستجدات، يمكن أن تجعل المرء يشعر بالثقة، والارتباط الاجتماعي، وتكوين علاقات قوية.. ولكن ورطتي- أيها السادة في دارتموث- في الصديق الستالايت، الذي أجد شكواي له يتحدث بها الأحياء والأموات!

(3)

أغلب الأصدقاء- للأسف- ستالايت، قوي ذلك الصديق الذي يكتم الأسرار، والأقوى هو من يتكتم على كل شيء.. كل شيء، ولكنهم جميعا أصدقاء لأطباء «الباطنية»!

أما ذلك الصديق الذي يسمع سرا صغيرا، فينهمر بأسراره الكبيرة فهو بخير نفسيا وجسديا، وينام جيدا!

وانتبه لهذه الخدعة: هناك من يخبرك بسر تافه، لتخبره بسرك الخطير!

(4)

المرضى النفسيون يتكاثرون، والسبب الكتمان، وعدم القدرة على الفضفضة.. الحديث عن أزماتك مع الأصدقاء تفتح لك آفاقا من الحلول، لا سيما حديثك مع المختصين، وذوي التجارب!

(5)

لا تتعارك مع أزمتك وحيدا، فالخروج من الأزمة مقابل إفشاء سرك، مقايضة مقبولة، فلا شيء يعادل النوم المريح.. لا شيء!