أصبحت مدة كل فصل دراسي بالتعليم في السعودية ثلاثة فصول دراسية و13 أسبوعا، ليتغير مع هذا القرار، الذي اتخذته وزارة التعليم، النظام الفصلي الدراسي مجددا منذ تأسيس التعليم النظامي في بلدنا، فما الذي دعا وزارة التعليم إلى إحداث هذا التغيير؟، وما هي إيجابيات هذا النظام؟، وما الذي سيتطلبه من أبنائنا وبناتنا الطلبة للتكيف معه؟.

النظام الدراسي الجديد يقدم جدولا أكثر مرونة، يمكن الطلاب من التركيز على عدد كمي أقل من الكتب في كل فصل دراسي، مما يعني أنهم سيكونون أقل توترا وأكثر تركيزا.

توفر فترة الدراسة مساحة في جداول الطلاب، حتى يتمكنوا من العمل في الواجبات المنزلية، أو الدراسة للاختبارات، أو طلب المساعدة من المعلمين. كما أنه يمنحهم مزيدا من الوقت لتكريس الأنشطة اللامنهجية بعد المدرسة.


والامتيازات الواضحة أيضا لهذا النظام سنجدها في أن الطلاب يمكنهم التركيز بشكل أفضل على فصولهم الدراسية، نظرا لأن لديهم كما منهجيا أصغر حجما، يدعو لنسبة قلق أقل.

كما أن مواسم الاختبار لن تكون مرهقة، نظرا لهذا الكم، مقارنة بكم المطلوب دراسته في ظل النظام السابق.

وكون الفصل الدراسي ثلاثة عشر أسبوعا فقط فهذا يعني أن الطالب إذا كان يعاني ضغوطا مدرسية كوجوده في صف دراسي مزعج، أو وجوده مع مدرس لا يلتزم بالمعايير المهنية في التعامل مع التلاميذ، فإن الطالب لن يظل عالقا في هذا الفصل فترة طويلة، وسيأخذ فترة من الراحة بعد كل فصل، ليتخلص من هذه الضغوط التي قد يواجهها، هذا إن صح القول إن هذه القضية موجودة دون شك، وإن لم تكن ظاهرة في مدارسنا بكل تأكيد.

النظام الجديد يتيح - أيضا - الالتزام الأقصر للطلاب، بحيث ينهمكون في استكشاف مواضيع وفصول مختلفة دون الشعور بضرورة تكريس تلك الموضوعات لمدة نصف عام كاملة.

من المفترض أن يوفر هذا النظام الفصلي - أيضا - حرية أخذ العديد من الفصول الدراسية على مدي العام للطلاب، مما يمنحهم فرصا ذهبية لرفع معدلهم التراكمي، لا يؤثر تصنيف واحد أو درجتين سيئتين على متوسطاتهم بالقدر نفسه في نظام الفصلين، لأنهم أخذوا أو يمكن أن يأخذوا فصلا ثالثا إضافيا يخفف عنهم وطأة تلك المشكلة التي يعانونها في نظام الفصلين.

وفق هذا النظام، سيتطلب الأمر من الطالب، أولا فهم واستيعاب طريقة عمل النظام الجديد، ومن ثم إعادة ترتيب أسلوبه في الدراسة، وطريقته في التعاطي مع الكتب والمناهج، وصولا إلى وضع جدول زمني ناجح للتعامل مع المناهج وفق التقسيم الزمني الجديد. ولا شك أن تقليل الضغط على الطالب كما سيفضي في نهاية المطاف إلى تحسين مخرجات التعليم نوعا.