وطأة كبرى
ونشرت مجلة «فاكسينز» (لقاحات) الطبية في أواخر يونيو 2021 دراسة حول مزايا ومخاطر التلقيح ضد كورونا، صادقت عليها لجنة قراءة علمية، وتضمنت استخلاصات مخيفة مفادها أن اللقاح يتسبب بوفاة شخصين لقاء حماية ثلاثة من الفيروس. وبعد يومين على صدور الدراسة، نقل العالم روبرت مالون الذي ينتقد اللقاحات ضد كوفيد-19 استخلاصات الدراسة في تغريدة حققت آلاف المشاركات. كما عرضت المعلقة السياسية المحافظة الأمريكية ليز ويلر الدراسة وشجعت على قراءة هذه «التوصيات العلمية المطّلعة» في فيديو حصل على أكثر من 250 ألف مشاهدة على فيسبوك.
لكن في الثاني من يوليو، سحبت المجلة الطبية الدراسة بسبب «عدة أخطاء تشوّه بشكل جوهري تفسير استخلاصاتها».
وعلى إثر المصادقة على الدراسة، استقال أربعة على الأقل من أعضاء اللجنة العلمية التابعة للصحيفة، من بينهم كاتي إيور الأستاذة المشاركة في معهد جينر التابع لجامعة أكسفورد في إنكلترا.
وأوضحت عالمة المناعة المعروفة «كان يجدر التنبه إلى أن هذه الدراسة ستكون لها وطأة كبرى» مضيفة أن «عدم تمكن أي من أعضاء اللجنة من رصد أي مشكلات أمر مقلق للغاية، وخصوصًا بالنسبة لمجلة متخصصة في اللقاحات».
وإن كانت تغريدة روبرت مالون حذفت، فإن فيديو ليز ويلر لا يزال متوافرًا على فيسبوك.
ويمكن العثور في مجلات شهيرة على أمثلة شبيهة تنم عن إهمال في عملية نشر الدراسات العلمية.
سحب دراسات
ففي يونيو 2020، أعلنت كلّ من مجلات «ذي لانسيت» و«نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» و«أنالز أوف إنترنال ميديسين» التي تعتبر مراجع علمية، سحب دراسات طبية نشرت على مواقعها، تتعلق اثنتان منها باستخدام الكلوروكين لمعالجة المصابين بكوفيد-19 وتتناول الثالثة عدم فاعلية الكمامات في منع انتشار فيروس كورونا. ولفتت ميمونة ماجومدر عالمة الأوبئة وخبيرة الإحصاءات في معهد الطب في جامعة هارفرد إلى أن دراسات البحث العلمي باتت تحظى بـ«اهتمام غير مسبوق»، معتبرة أن على خبراء الصحة أن يوضحوا عملهم بشكل أفضل للجمهور عير المطلع علميًا. وقالت إن «كل الدراسات التي تم وضعها وتشاركها بكثافة خلال الوباء لم تكن على الدوام متينة علميًا» معتبرة ذلك «مقلقًا جدًا» لأن هذه الدراسات التي تفتقر إلى المنهجية العلمية «تؤثر على خيارات الأفراد» وتحديدًا تلك «المتعلقة بالتلقيح».