وإضافة إلى الحرائق، شهد عدد من مناطق المملكة أمطارا غزيرة، تحولت إلى سيول ضخمة، على الأخص في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من منطقة الرياض، وتحديدا في الأفلاج، حتى وصفت بأنها «أمطار تاريخية»، لأنها أحدثت سيولا غير مسبوقة في مثل هذا الوقت.
1000 عالم للتقييم
ستكون بطاقة التقرير، التي ستطلق الأسبوع المقبل، الأولى بين ثلاث وثائق من هذا القبيل، جمعها أكثر من 1000 عالم، لتقييم الدراسات والبيانات الحالية من أجل تحديد كيفية تأثير تغير المناخ على كوكب الأرض، ثم ستقدم النتائج التي توصلوا إليها إلى مجموعات عمل من خبراء المناخ، الذين ينتجون التقارير الثلاثة للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.
سيتناول تقرير 9 أغسطس الأدلة العلمية لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم، ويغطي العوامل الدافعة لارتفاع درجات حرارة سطح الأرض والبحر، واختفاء الجليد البحري، وارتفاع مستوى سطح البحر وتحمضه، وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة.
التغير المناخي
يقول الدكتور ياسر خلاف: «التغير المناخي ظاهرة عالمية، وآثاره تظهر على المدى الطويل، وتمتد لمئات وآلاف السنين، ومن آثاره الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحر الذي يؤدي إلى غمر الجزر واختفائها». ويضيف: «ارتفاع درجات الحرارة يأتي بسبب الاحتباس الحراري للغازات الملوثة التي تصعد إلى طبقات الجو العليا، وهي غازات تحمل ذرات قد تكون طبيعية أو صناعية، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري بين طبقات الجو العليا، ومنع نفاذ الحرارة من طبقات الجو العليا للتحرر، مما يؤدي إلى زيادة درجات حرارة سطح الأرض، وبالتالي يساعد هذا على ذوبان الجليد، ويؤدي إلى ارتفاع منسوب البحار والمحيطات، ويغمر الجزر، ويكون له تأثير على الكائنات البحرية والبيئة، حيث يختلف النمط الحيواني من منطقة إلى منطقة، وهو ما قد يصل إلى فقدان بعض الكائنات الحية مثل الحيوانات والأحياء المائية وبعض النباتات والشعب المرجانية». ويؤكد د. خلاف: «لا بد أن تكون هناك سياسات وبرامج وطنية ووعي مجتمعي تؤدي إلى خفض الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري».
حرائق الغابات
يشدد الدكتور خلاف على أنه «لا نستطيع أن ننسب حرائق الغابات إلى التغير المناخي بشكل كامل، فالسلوك البشري في التعامل مع الغابات أصبح عشوائيا، فبعض الأشخاص من مرتادي الغابات يتركون بعض المخلفات في الغابات مثل الزجاجات والصفائح، التي تساعد على إشعال النار في وجود شمس حارقة، فبعض الأعشاب تحترق بسرعة، وتشتعل فيها النيران، ويساعد الهواء في اضطرامها مثل ما نشاهده من حرائق في غابات أستراليا».
ويتابع: «لا بد أن تتحسن الممارسات البشرية السلوكية تجاه البيئة المحيطة، بحيث لا يترك البشر خلفهم مخلفات، وعلى الأخص الزجاجية والصفائح أو المخلفات التي تساعد في إشعال مثل الحرائق».
ويكمل د. خلاف: «هناك دول رفعت حالة الطوارئ فيما يتعلق بدرجة حرارة الجو، حيث تصل درجة الحرارة الجو بها إلى فوق 40 درجة مئوية مثل المجر وألمانيا، وأصبحت هناك فيضانات خلال الأسبوعين الماضيين في بعض العواصم والمدن الأوروبية التي غمرتها الأمطار الغزيرة».
دورة مناخية
يوضح الدكتور خلاف: «هناك ما نسميه «دورة مناخية»، وهي تمضي على دورات منتظمة من 25 إلى 50 سنة، ويتم خلالها انتقال الكتل وتغيرها من مكان إلى آخر، ولا نستطيع أن نجزم بأنها من التغيرات المناخية، لأنه لا يوجد دليل قاطع يدل أن الدورات المناخية التي تحصل تكون من آثار التغيرات المناخية».
وحول الأمطار الصيفية التي تشهدها المملكة، يقول: «تتأثر المملكة عادةً في فصل الصيف بمنخفض الهندي الموسمي، وهو منخفض يعتمد في قوته وقوة أمطاره على قوة المنخفض في خليج البنغال، وكلما كان منخفض البنغال قويا كلما كان له تأثير في هطول الأمطار والامتدادات على شبه الجزيرة العربية، وخلال هذه الفترة هناك رياح شرقية تهب من بحر العرب محملة بالرطوبة العالية، وأثرت على جنوب الجزيرة العربية، وتمتد إلى منطقة المدينة المنورة».
أمطار تاريخية
ذكر الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني أن هناك مبالغة في الحديث عن التغير المناخي. وقال: «نعم هناك تغير، ولكن ليس بالصورة التي يرسمها البعض، وما شهدته المملكة من أمطار خلال الفترة الماضية والحالية على المناطق الغربية والجنوبية الغربية هي أمطار معتادة»، متوقعا أن تشهد تواصل الهطول خلال الأيام القادمة بمشيئة الله.
أما بالنسبة للمنطقة الوسطى، فأوضح: «الأمطار هناك تعد تاريخية ونادرة الحدوث، خاصة المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من منطقة الرياض مثل الأفلاج، وهي توصف بأنها تاريخية لأنها أحدثت سيولا عظيمة لم تسجل منذ سنين طويلة».
دعوات إلى عدم تضخيم تأثير التغير المناخي
السلوك البشري وليس التغير المناخي خلف كثرة الحرائق
المخلفات مثل الزجاج والصفائح تسهم في إشعال النيران
المملكة تتأثر بمنخفض هندي موسمي يسبب الأمطار
قوة المنخفض الهندي تتأثر بقوة منخفض البنغال
أمطار تاريخية في الأفلاج تؤدي إلى سيول غير مسبوقة