ولأن الوقاية من الجريمة من ضروريات الحفاظ على أمن وسلامة المجتمعات، لذلك كان حتما تسليط الضوء على أهم المؤسسات التربوية التي لها دور بارز في وقاية الأجيال من الجريمة، ألا وهي الأسرة. الأسرة هي اللبنة الأولى التي يتلقى فيها النشء تربيته منذ نعومة أظفاره، ومن منطلق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته»، لذلك فهي المنوط بها صناعة الجيل الصالح النافع لأهله وبلده وأمته، وهي التي تغرس فيه القيم التي تكون حائط الصد الأول عند تعرضه لفتن العصر، لذلك ينبغي أن تستعيد الأسرة دورها في متابعة وتوجيه الأبناء عند اختيار الأصدقاء، وكذلك متابعة برامج التواصل الاجتماعي، وما تحمله من منافع ومضار، لتمييز الغث من السمين، وتعزيز جانب القيم، وغرس مبادئ الشريعة الغراء في مرحلة الطفولة؛ ليكون ذلك وقاية للنشء من الانحراف في المراحل العمرية التالية.