تدور أحداث الفيلم عن اثنين من عالمي الفلك عندما يكتشفان مذنب ضخم يتجه بسرعة هائلة نحو الأرض وسيؤدي ارتطامه إلى تدمير الكوكب وفناء الجنس البشري ويقوم العالمان بمحاولة تحذير البشر من هذا الخطر الذي يهدد بنهاية الحياة، ولكنهما يتعرضان للسخرية من الإعلام والساسة والناس! فهناك من لا يريد الحقيقة!!
لقد فشل السياسيون بالفيلم في التصدي للمخاطر، فالعقلية السياسية الغربية كان اهتمامها بالانتخابات والحصول على أصوات الأحزاب أهم بكثير من مصير الشعب وإنقاذ البشرية أما رجال الأعمال، فكانت رؤيتهم أن المذنب غني بالمعادن الثمينة وأن ارتطامه بالأرض بغض النظر عن الأضرار الجانبية الكبيرة سيوفر تريليونات الدولارات للفئة النخبوية التي قد تنجو. أما الإعلام فكان دوره كبيرًا في تحويل اهتمام المجتمع نحو القصص التافهة والاهتمام بسفاسف الأمور بدلًا من الخطر المحدق بهم والذي سينهي حياتهم.
وفكرة الفيلم لا تفرق كثيرًا عن الواقع الذي نعيشه فالدول القوية أصبح اهتمامها بالمال والقوة أكثر من صحة ونماء ورقي وتعليم وحضارة المجتمعات، بل نراها قد جعلت من الأمم والدول الفقيرة حقول تجارب ولم تتأثر بملايين البشر الذين يموتون بسبب الفقر والجوع والمرض. وفي بعض الدول العربية كان الاهتمام بالقومية والمذهبية والطائفية أهم بكثير من التركيز على أمور النهضة وتحسين الاقتصاد وتجويد التعليم ومحاربة المرض، فنجد بلدانا كسوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان قد مزقتها الحروب والطائفية ولم يستشعروا إلى هذه اللحظة حقيقة الدمار الذي يتسبب يوميا في موت الآلاف.
وفي الوقت الحالي نجد أنفسنا كمسلمين وعرب معتمدين اعتمادا كليّا على غيرنا في الحصول على العلاج والتقنية ووسائل النقل والترفيه ومواد البناء، كما أن هناك فجوة زمنية كبيرة بين تعليمنا وتعليمهم وصحتنا وصحتهم وأبحاثنا وأبحاثهم وأحلامنا وأحلامهم.
قوة كل أمة في شبابها، وحلم أي مجتمع في رؤية أبنائه وأحفاده، وعندما نخلق جيلًا يهتم بالأمور التافهة ويجعلها همه الأول وشغله الشاغل وتصيبه حمى المتعة ولا يفكر في مستقبله، ولا يحلم بغد أجمل ولا تكون له رؤيته أو نشغله بالأفكار الرجعية والطائفية واحلام الخلافة، فسيكون مصير هذا المجتمع هو مصير مجتمع الممثل ليوناردو دي كابريو في فيلمه الشهير.
رسالة الفيلم السوداء كانت لا تنظر إلى الأعلى، فترى ذلك المذنب القادم لتدميرك، ولكن انظر إلى أسفل قدميك واجعل أفكارك وأحلامك لا تتجاوز ذلك.
لا تتمرد على الأفكار البالية والخرافات الموروثة ولا تستنكر الأفكار التافهة وتسطيح الأمور وادفع حياتك ثمنًا لأحزاب ضالة وأفكار متطرفة واجعل نفسك رهينة للمخدرات والرذيلة والمتع العابرة. ولا تبني مستقبلًا أجمل لأولادك وأحفادك.