نتفق جميعاً على أن الخروج عن دائرة النظام تستحق العقوبة في كافة التفاصيل داخل الملعب، أو اللوائح المنصوص عليها في الإجراءات الأخرى، وهذا أمر يتقبله المراقب بأريحية كبيرة، لأن القرار انطلق من جهة مختصة، لكن من غير المقبول أن تكون رؤية الإعلاميين وممن نراهم بعين العافية متباينة تحكمها الأهواء، فيتحدث بصلابة ويرتفع صوته بضرورة تطبيق الأنظمة، غير أن تلك الرؤية تتبدل، ويبحث عن مخارج في قضية مماثلة، والفارق أن الأخيرة تمس النادي الذي يميل له، وبالتالي تغيرت لغته وتلاشت حدتها، والأكيد أن من يدير فلك النظام لن يلتفت لما يطرح، ولكن في الصحيح وسيلة للضغط، واستغلت بطريقة لا يقبلها الذوق الرياضي، حقيقة تجد نفسك وسط تساؤلات عريضة عما يحدث، ويطفو على نظراتك الحزن حيال ما يطرح من إعلاميين لهم جذور عميقة في مجالهم ويتجلى، وهنا ينبري سؤال.. ماذا أبقينا للمتابع العادي أو المشجع الذي تسيطر عواطفه على آرائه، وربما أن قضية اللاعب (كنو) بعد تجديد عقده مع الهلال أظهرت مثل ذلك التباين الذي يكوي جبين الرياضة بل يحرق وجه الإعلام.. أشياء وأشياء ظهرت وكشفت النقاب عن ملامح مؤلمة، علماً بأن توقيع (كنو) في مسيرته الجديدة لم يلح أمامنا إلا من خلال الجانب الهلالي، في حين أن الطرف الآخر، النصر، لم يوضح ما يثير التقاطع مع العقد الهلالي، ويقيني لو أنه كانت هناك صور في حوزة المعسكر النصراوي لظهرت قبل موقعة السوبر التي كسبها الهلال، والجميع يدرك أن كشف التوقيع وما يصاحبه سيؤثر على أجواء الهلال بطريقة أو بأخرى، ولدي ثقة بأن رئيس البيت الأزرق الربان فهد بن نافل حريص على السير قدماً في مرافئ الأمان، بدليل تغييب ناديه عن طائلة العقوبات، منذ أن امتطى صهوة القيادة، عموماً العقود التي أبرمها أبو الجوهرة مع أكثر من لاعب، وتجديد عقود العديد من لاعبي الفريق، تؤكد أن هناك عملا خلابا داخل دائرة المنظومة الزرقاء، واللافت أن الفترة الشتوية شهدت حراكا في تنقلات اللاعبين، وهذا بلا شك جانب إيجابي سينعكس على مؤشر التنافس الكروي. بقي أن نؤكد أن الأقرب لنيل دوري هذا الموسم هو الاتحاد، وينافسه الشباب، والنصر دخل في ملامح الصراع، والمواجهات الخمس المقبلة ستكشف التفاصيل في ماهية الفرسان الثلاثة، ومن يصارع على الهبوط، وأتمنى أن تكون للأهلي كلمة مع بدء النصف الثاني للتنافس.