في ظل الأوضاع الإقليمية والعالمية المضطربة، يأتي التشاور المصري - السوداني المستمر كآلية لمجابهة التحديات المشتركة، خاصة أن هناك قضايا وملفات تشغل بال صانعي القرار وشعبي البلدين، وعلى رأسها الاستقرار الأمني، وملف سد النهضة، والصراعات الإقليمية التي تنعكس على الحالة الأمنية في الدولتين.

وفي هذا الإطار، جاءت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، يرافقه مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل، لمصر من أجل إجراء مشاورات بشأن قضايا الاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة أن السودان يمر بمرحلة انتقالية حرجة، يمكن أن يكون خلالها عرضة للإضرابات والتدخلات الخارجية التي تستهدف استقرار السودان.

ومصر بدورها الإقليمي والدولي تمثّل عمقا استراتيجيا لأشقائها، وهي مستعدة لتقديم يد العون إلى السودان من أجل دعم أمنه واستقراره على كامل ترابه الوطني. وقد تناولت المشاورات سبل تعزيز التبادل التجاري والزراعي، ودعم جهود الربط الكهربائي، وعلى مستوي السكك الحديدية بين الدولتين، وهو ما يدفع التكامل بين الشعبين، ويعزز فرص التنمية.


كما أن هناك توافقا مصريا سودانيا حول الملفات المشتركة، وعلى رأسها التصرفات الأحادية من قِبل إثيوبيا تجاه ملف سد النهضة، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ينظم تشغيل سد النهضة، ويكون ملزما لجميع الأطراف، بما يضمن حقوقها، ويصون عدالة التوزيع.

تناقش المشاورات أيضا سبل دفع عملية التعاون العسكري والأمني، خاصة أن هناك توافقا حول قضايا الاستقرار الإقليمي، وفي مقدمتها ليبيا، حيث إن هناك رؤية مشتركة بضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ووحدة وسلامة الأراضي الليبية. هذه الزيارة تعبر عن حرص القيادة السودانية على دعم جهود التعاون العربي فيما يتعلق بصيانة مرتكزات الأمن القومي العربي، وما تبذله الدول العربية، ومنها مصر والسعودية والإمارات، وغيرها من جهود لإرساء الاستقرار في ربوع الوطن العربي، ومجابهة أزمة الطاقة والغذاء الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية، وإنهاء الملفات الأمنية المفتوحة في البلدان العربية التي تشهد أحداثا ساخنة من أجل تحقيق التنمية والرخاء لشعوبها.