نعم تم حل مشكلاتنا العريضة كقيادة المرأة واستقلاليتها، إعادة هيكلة المؤسسات الدينية ، إصلاح اقتصادي عالي الصدى، تغيير ثقافي مخيف السرعة والنتيجة، وغيرها الكثير، لكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا مشكلات في الوقت الحالي تستحق النقاش، ومن يقول ذلك غالبا قد أصابه ما يصيب السجين لمدة طويلة، قليل من الحرية كثير، بل إن بعضهم قد تشوه عقله حتى أصبح يقاوم هذا الانفتاح والتغيير ويريد أن يبقى على قوانين تقيّد حريته وحرية من حوله، ولا ألومهم أمانةً، لأن من عاش في الظلام يخاف النور ويحاربه.
نتيجة دمار الإنتاج الإعلامي والفني نشأ ما ينسبونه لسقف حرية منخفض، فهل هو كذلك؟ ومن المتحكم بهذا السقف إن كان كذلك؟
الجميع يعتقد أن سقف الحرية ينتج عن الحكومات أو الدساتير الدولية فقط، وفي الحقيقة أن المشرّع لهذه القوانين والدساتير هو المجتمع، القانون يتغير طوعاً إذا تغيّر مجتمعه، الاقتصاد يتشكل بتأثير الأفراد اقتصادياً سواء الاستهلاكية منها أو الاستثمارية، وبالتالي فئات من المجتمع هي من تهاجم المحتوى الجريء الصادق الذي يناقش القضايا الحساسة ويسيء لمقدميها بل وقد تُسنّ العقوبات لهم فقط لأنهم تحدثوا!، ولنا في مسلسل (من شارع الهرم إلى..) الذي لا أرى به أي جرأة متجاوزة، ولا أعتبره جريئا أصلا، بل إنه طرح بعض المشكلات بألطف صورة ممكنة وأبسطها طرحاً، ومع ذلك أثار حفيظة نسبة كبيرة من الناس وأيضاً بعض السياسيين رغم أن الطرح اجتماعي وليس سياسيا أبداً.
سقف الحرية ينشأ بالوعي المجتمعي وليس بالحكومات، وللأسف إن شعوبنا العربية بنمطية تفكيرها غير المدركة، جعلته ينخفض حتى أجلسنا ولم نعد نستطيع الوقوف.