(1)

ولأنك مشهور محبوب، فيحدث أن يظهر برنامج تلفزيوني يتم فيه تقليدك، فلا يضيق صدرك بمن يقلدون، وكن ذا روح «رياضية»، فالجزء المملوء من الكأس لذيذ، وله إيجابيات جديرة بالتقبل بصدر رحب.

(2)

والتقليد فن قديم، بل هو بدايات كل «فنان»، وهو نوعان: تقليد يظهر الشخصية، والثاني يلفت النظر لخصائصها، والأخير هو من يعطي الحق في الشكوى لجهات الاختصاص، ولكن الشكوى قرار خاطئ، وخلل في «الاتصال»، وأظن دافعه الطمع والاستغلالية!.

(3)

التقليد نقد ساخر، ومتى جاء عميقا ويحمل رسالة، فذاك هو عز الطلب، والهزل تجريح مرفوض، ويخرج «المحاكاة» عن أطر «الفنون»!.

(4)

تطور فن التقليد عربيا من التقليد التام المباشر إلى التقليد غير المباشر، وهو تمرير الرسائل من خلال تجسيد الشخصية، أو تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة في الشخصية، لينتقل من التهريج والإضحاك إلى النقد العميق الساخر اللاذع اللذيذ!.

(5)

كمية من التحديات تقف في وجه فن التقليد، حيث عرّض الموهوبين ورواد هذا الفن لإحراجات متباينة، بل هدد حياة بعضهم، لذا فإن «التقبل» فن آخر.

(6)

«تقبل» فن التقليد شهامة وبطولة وفن، وواجب إنساني، ذاك إن الإيمان بجماليات هذا الفن أمر راقٍ، لأن «التقليد» أمر صعب بذاته، وصعب في الإقناع، فمتى أقنع وجب احترامه وتقبله، لأن فيه «إحياء» للشخصية مغلف بـ«النصح»، إذ إنه ينبه الشخصية بما لديها من أخطاء.

(7)

تقليد المشي والصوت خالٍ من الرسائل، وهو محاكاة سطحية ليس إلا. ولأن الفن عمق أصلا، فإن التقليد «العميق» الذي يحمل رسائل، هو الجدير بتسميته «فنا»!.