بدأت تفاصيل التراجيديا حين تواصلت فتاة عبر حسابها في تويتر مع جوردن، كانت صورتها الشخصية جميلة وفاتنة لفتى مراهق، بعد أيام قليلة طلبت منه تبادل بعض الصور الجريئة بينهما لتوطيد علاقتهما الرومانسيّة!
تحت تأثير العاطفة أرسل لها جوردن صورته العارية، اعتقد المراهق المسكين أن الفتاة الجميلة قد وقعت في شباك حبه، لكن الواقع هو أنه قد وقع في شرك مُحكم لعصابةٍ محترفة. كانت هذه الفتاة ما هي إلا شبحُ إلكتروني لا وجود له في العالم الحقيقي، بدأت العصابة بابتزازه بنشر صورته العارية لعائلته ولطلاب مدرسته الثانوية إذا لم يدفع لهم مبلغ 300 دولار على الفور، استطاع الشاب بشق الأنفس أن يتدبر أمر المبلغ، ويقوم بتحويله لهم لعله يسلم.. طريقُ الابتزاز يشبه الحلقة المفرغة، حينما تظن أنك قد وصلت إلى نقطة النهاية تكتشف بأنها نقطة لبداية جديدة لا نهائية! طلبت العصابة مبلغ ألف دولار، لكن الشاب أخبرهم بأنه لا يملك المبلغ، وإذا لم يتوقفوا فسيقدم على قتل نفسه، لم يلقِ الشياطين بالاً لذلك واستمروا بالضغط المتواصل من أجل المال، لم يستطع الشاب جوردن أن يتخيل شكل حياته وحياة عائلته التي يُحب حين يرى الجميع صورته العارية ويتداولونها بينهم.
أقدم جوردن على أصعبِ قرارٍ يمكن لإنسانٍ أن يتخذه، وهو التخلص من حياته، بحسب مركز بلاغات جرائم الإنترنت، التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، في عام 2021 وصلهم أكثر من 16 ألف حالة بلاغ لجرائم الابتزاز الإلكتروني في أمريكا، نصفهم تتراوح أعمارهم من 20-39 عامًا، كانت تتم هذه الجرائم عبر 3 قنوات رئيسية، وهي: مواقع التواصل الاجتماعي، مواقع الألعاب الإلكترونية وتطبيقات التعارف..
كيف يصطاد هؤلاء ضحاياهم؟ تشير التقارير الجنائية في أمريكا إلى أن المبتزين لديهم خبرة ومعرفة جيدة بأحوال المراهقين، وطرق تفكيرهم، ويمتلكون عددًا كبيرًا من الحسابات على الإنترنت، وسأذكر باختصار أبرز طرقهم للتواصل مع الضحية: التحدث للمراهق من خلال المدح لأسلوبه وطريقته في اللعب، العلاقة الرومانسية أو العاطفية، إعطاء هدية قيَمة مثل كروت شحن الألعاب أو الاشتراكات المدفوعة، إرسال صورة جريئة مفبركة، والطلب من المراهق بأن يرسل هو أيضاً صورة مماثلة، التظاهر بأن لديه ممسكًا على المراهق بالكذب أو تهديده مباشرة بالأذى.
في كتاب أصدرته الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعام 2018، بعنوان «جريمة الابتزاز» لمؤلفه الرئيس العام للهيئة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله السند، ذكر المؤلف أن الفئة الأكثر تعرضًا للابتزاز هم من الأعمار التي تتراوح بين 16-30عامًا، ويشكلون 85% من القضايا، بينما 74% من المبتزين يطلبون علاقات جنسية، و14% يطلبون مقابلا ماليًا، كما ذكر أن 57% من حالات الابتزاز كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التعارف والمحادثات، أما شريحة المبتزين فكان 71% منهم تتراوح أعمارهم من 21-30 عامًا، أغلبهم غير متزوجين.
وبالرغم من وجود نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الصارم إلا أن تثقيف الأطفال والمراهقين بأساليب المبتزين وطرق التعامل معهم والحفاظ على سريّة بياناتهم على مواقع التواصل هو خط الدفاع الأول لهم.