أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية التي جرت، نهاية هذا الأسبوع، أن جماعة «حزب الله» اللبنانية وحلفاءها قد تكبدوا خسائر، نظرا لحصول أقوى خصومهم على المزيد من المقاعد وإخراج بعض شركائهم التقليديين من المجلس التشريعي.

في غضون ذلك، حصل المستقلون، بمن فيهم أولئك الذين ينتمون لحركة الاحتجاج لعام 2019، على 10 مقاعد على الأقل، وهو إنجاز كبير بالنظر إلى أنهم ذهبوا إلى التصويت مجزأين ويواجهون الترهيب والتهديدات من قبل الأحزاب الرئيسية الراسخة.

تراجع ملحوظ


ومع استمرار فرز الأصوات، أظهرت نتائج غير رسمية أن حليف حزب الله المسيحي، التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون، يتراجع أمام منافسيها المسيحيين التقليديين، القوات اللبنانية اليمينية برئاسة سمير جعجع.

وقالت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، LADE، إن أعضاءها تعرضوا للتهديد والهجوم من قبل عدة مجموعات، معظمها في مناطق يسيطر عليها «حزب الله» وحركة «أمل».

القوات اللبنانية

ووفقًا للنتائج الأولية التي أعلنتها كل مجموعة، فقد تمكن المستقلون من إبعاد العديد من السياسيين القدامى من البرلمان، بما في ذلك السياسي الدرزي المتحالف مع «حزب الله» طلال أرسلان، الذي فقد مقعده لصالح مستقل، بينما يقول المستقل الآخر، مارك ضو، «إننا نتجه نحو نصر كبير».

وبدا أن حزب القوات اللبنانية المسيحية، والذي كان من بين أكثر منتقدي «حزب الله» المسلّح لإيران، كان الرابح الأكبر. قال الفصيل الذي يعود إلى حقبة الحرب الأهلية، إنه فاز بما لا يقل عن 20 مقعدًا، مضيفًا خمسة أعضاء من تصويت 2018. وهذا سيجعله أكبر كتلة مسيحية في البرلمان، لتحل محل التيار الوطني الحر المتحالف مع «حزب الله» منذ عام 2006.

التحرك بسرعة

وحث رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي يأمل في العودة كرئيس للحكومة بعد الانتخابات، المجموعات والمستقلين الذين سيتم تمثيلهم في البرلمان الجديد على التحرك بسرعة «لأن ما نمر به لا يصمد أمام المشاحنات (السياسية) على حساب من الأولويات».

وكان ميقاتي يشير على ما يبدو إلى المشاورات التي من المتوقع أن تبدأ قريباً لتسمية رئيس وزراء جديد ستكون مهمته الرئيسية لحكومته التفاوض مع صندوق النقد الدولي للعمل على إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية المشلولة.

وسيتعين على المجلس التشريعي صياغة قوانين جديدة تتعلق بالأزمة الاقتصادية، مثل قانون ضوابط رأس المال.

وفي مؤشر على الصعوبات التي تنتظرنا، تراجعت قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 3% أمس لتصل إلى 28300 ليرة للدولار.

عقود الفساد

وكانت الانتخابات التي تمت مراقبتها عن كثب، الأحد الماضي، هي الأولى منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية المدمرة في لبنان في أكتوبر 2019، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات على مستوى البلاد ضد الطبقة الحاكمة المسؤولة عن عقود من الفساد وسوء الإدارة.

وتفاقم الانهيار بسبب الوباء وانفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020 الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف ودمر أجزاء من العاصمة اللبنانية. ووقع الانفجار، الذي يُلقى باللوم فيه على نطاق واسع على الإهمال، بسبب مئات الأطنان من نترات الأمونيوم سيئة التخزين التي اشتعلت في مستودع بالميناء.

وتجري لبنان انتخابات كل أربع سنوات وسينتخب البرلمان الجديد رئيسا جديدا بعد انتهاء ولاية عون في أكتوبر.

حزب القوات اللبنانية:

تأسس كفصيل مسلح خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما

يعارض «حزب الله» بشدة

دعا مرارا «حزب الله» المدعوم من إيران إلى التخلي عن ترسانته من الأسلحة.

حصل على ما لا يقل عن 20 مقعدا ارتفاعا من 15 مقعدا في 2018.

أظهرت النتائج أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع «حزب الله» كأكبر حزب مسيحي في البرلمان