لقد كتب الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ، عندما قاد ملحمة التوحيد المجيدة، ووحد الشمل، ثم سار على نهجه أبناؤه الملوك الأبرار، رحمهم الله، حتى هذا العهد الزاهر لسلمان الحزم ومحمد العزم، هذا العهد المشرق الذي تشهد فيه المملكة نهضةً تنمويةً ونقلةً حضاريةً شملت كافة المجالات، وعلى الصعيد الخارجي، تقوم المملكة الآن بدورها كدولة قائدة للعالمين العربي والإسلامي، ودولة مسؤولة عضو في مجموعة العشرين، وتقوم المملكة كذلك بمواجهة حالة الانفلات في تكوين ونشر الجماعات والميليشيات المسلحة المؤدلجة مثل ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وما ترتكبه من مجازر يومية بحق الشعب اليمني، وما تمثله أيضًا من تهديدات واضحة للأمن الدولي وممرات الملاحة الدولية، ومثل ما يفعله حزب الله من تغول في لبنان حتى سلب كل صور سيادة الدولة اللبنانية، ومثل ما يحدث في سورية والعراق وليبيا والسودان وغيرها، وهي جميعها أمور تتطلب جهودًا دوليةً لمواجهتها، ومن خلال متابعة التحركات السعودية على الساحة الدولية، فإن توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز، لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جميعها تصب في صالح مواجهة هذه الأزمات السياسية وتدفع نحو استقرار المنطقة والعالم.
وقد أثبتت الأيام أن المملكة العربية السعودية هي مركز صناعة وتوحيد القرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط، بعد حالات التشرذم التي شهدتها المنطقة طوال أعوام ماضية، مما يؤكد الدور المهم والمؤثر والمحوري والقيادي للمملكة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والقضايا الدولية والذي يأتي منسجماً مع مواقف المملكة التاريخية كدولة راعية للسلام .
الشيخ صالح بن حسين آل سلامة
* رجل أعمال