المعلم لا يتحمل الخطأ لوحده من الناحية الفنية.. فالمعلم ليس وحده من يتعامل مع الطالب ولكنه العنصر الأخير الذي سيواجه بعض فشل المؤسسة التعليمية بشقيها الإداري و التعليمي.
لا أقول أن المعلم ليس عليه شيء، ولا أقول أنه ليس مخطئا في مثل موقف ضرب لأحد تلامذته ، فلابد له من سمات شخصية وفنية تمكنه من ضبط نفسه وفصله بطريقة مهنية وليس بالتهديد و الضرب .
ولكن ما أرمي إليه ويفهمه كل عاقل أو عامل في التعليم.. هو أن المدرسة مؤسسة تعليمية متكاملة، لكل فرد فيها مهام تتعلق بانضباط الطلاب و احترامهم لمعلميهم ومدرستهم .
المدرسة منظومة وفريق واحد إذا تكاملت وتظافرت جهودهم .. لما ترى مثل هذه المناظر ..
ما ظهرت ابتسامة الطالب في وجه معلمه الغاضب إلا ومن ورائها أسباب كثيرة .. هذا مشهد المحصلة لكثير من التفاصيل الإدارية و الفنية و مئات من المواقف التربوية.. فهذا هو المشهد الأخير .. ويا ترى أين بقية المشاهد و كيف هي الكواليس ؟
كل فرد في فريق المدرسة له مهام محددة يقوم بها وفق الأدلة الإجرائية و النظامية التي وضعتها الوزارة ، ولكن التقصير فيها من قبل أحدهم يصنع شرخا سيواجهه في النهاية الشخص المكلف بمقابلة المنتج النهائي.. الطالب سيواجه المعلم .
هنالك لمسات بسيطة من خلف كواليس مشهد الضرب إذا ما عولجت فلن ترى الضرب مطلقا ، ربما لن ترى بعضها حتى في الأدلة النظامية، أذكر منها :
إشباع حواس الطالب فنيا وعاطفيا، عمل اللقاءات الإرشادية لسماع الطالب ، تذليل المعوقات والعقبات التي تواجه المعلم في الصف ، الابتسامة، الصداقة، الحزم، الحب ، التشجيع و الدعم للطلاب و المعلمين و الإداريين، ملاعب المدرسة، آليات واضحة وسهلة ومتفق عليها من قبل الجميع ، النشاط اللاصفي الحقيقي وغيرها .
حارس المدرسة و مدير المدرسة ووكيل شؤون الطلاب و الموجه الطلابي ( المرشد سابقا) ومعلم التربية الفنية، و معلم التربية الرياضية و معلمو بقية المواد وكذالك الطاقم الإداري هم بقية أبطال هذا المشهد المريع .. ولكن من خلف الكواليس .