الغالبية العظمى يفضلون استخدام اللهجة البيضاء تلك اللهجة التي تعد أفضل وسيلة تخاطب، لا ترتقي للغة العربية الفصيحة، ولا تتقوقع في محيطها المحلي، نجدها كثيراً في مختلف وسائل الإعلام، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت منتشرة خاصة للمثقفين والإعلاميين والذين لا يحصرون أنفسهم بمنطقة معينة. وكون المملكة العربية السعودية شبة قارة ولله الحمد، فهي تعج بالعديد من اللهجات حسب مناطقها المتعددة وليست محصورة بلهجة واحدة، إذ أن كل لهجة تتميز بأسلوب ومفردات تختلف عن الأخرى، فيما يفضل البعض اللهجة البيضاء فهي دقيقة في إيصال المعنى، وأسهل وأقوى ولا تحتمل تفسيرا آخر، بعكس اللهجة المحلية او المناطقية التي قد تُفسر فيها الكلمات بمعنى في منطقة ومعنى آخر في منطقة أخرى أو لا تفهم.
من واقع تجربتي الشخصية، فقد وجدت أن أغلب الأصدقاء والمحيطين يفضلون اللهجة البيضاء غير المناطقية في الحديث والتخاطب، إذ نجد باتباع هذا الأسلوب سهولة في جذب انتباه السامع، كونها لغة مفهومة، ففي نهاية المطاف اللهجة جزء من هوية المتحدث الثقافية، فعندما نحول لغتنا لنقارب لهجات الآخرين نكون قد اخترنا التعاطي مع ثقافة الآخر في وسيلة للتقرب منه وإظهار الود أو التبادل المعرفي، وتخرج المتحدث بها من قوقعة العامية إلى لهجة سهلة الفهم والنطق معاً.