لكن الأبحاث الحديثة، ومنها دراسة للأستاذة ناومي وينتر-فينسنت من جامعة نورث إيسترن في لندن، تكشف أن الأسس الفكرية للنظرية ضعيفة، وأنها تستند إلى عينة محدودة تركز على أعمال رجال مشهورين دون مراعاة تجارب النساء أو التنوع الاجتماعي.
كما أن ربط الأزمة بعمر 35 عامًا لم يعد منطقيًا، في ظل ارتفاع متوسط الأعمار إلى ما يتجاوز الثمانين، وتأخر مراحل النضج في الحياة المعاصرة، وتشير البيانات إلى أن ما يعيشه الأفراد في هذه المرحلة قد يكون أقرب إلى تقييم ذاتي طبيعي لمسار حياتهم، أكثر من كونه أزمة نفسية ثابتة. وبذلك يظهر أن «أزمة منتصف العمر» ليست حقيقة بيولوجية حتمية، بل بناء ثقافي واجتماعي ارتبط بفكرة تاريخية لم تعد تتناسب مع واقعنا.