ينتظر أن تحتضن المملكة أكبر مركز للقلب في منطقة الشرق الأوسط بعد الافتتاح الوشيك لمركز الملك فهد لأمراض القلب وجراحته بجامعة الملك سعود بالرياض، وهو أول مركز في العالم متكامل علاجياً وبحثياً وأكاديمياً. وبذلك يكون متفرداً من حيث توافر معامل الأبحاث (6 معامل)، والعلماء المتخصصين في إجراء أبحاث علوم القلب الأساسية.

ومن المتوقع أن ينضم إلى المركز 83 سعودياً وسعودية من الحاصلين على التأهيل العالي في علوم القلب.

أوضح ذلك مدير مركز الملك فهد لأمراض القلب وجراحته الدكتور محمد علي فودة، لافتاً إلى أن مساحة الإنشاءات الخاصة بالمركز تبلغ 7 آلاف متر مربع، موزعة على 7 طوابق، فيما تبلغ سعة المركز 160 سريراً، و5 غرف عمليات، و4 معامل قسطرة للقلب، إلى جانب الخدمات الأخرى التي تكفل للمركز أن يكون مستشفى متكاملاً، مثل الإسعاف والمعامل والأشعة والعيادات والتأهيل الطبي وبنك الدم وورش الصيانة والمستودعات، وبهذه التجهيزات لن يحتاج المريض لإجراء أي فحص مهما كان نوعه خارج المركز. وتبلغ تكلفة المركز بعد اكتمال جميع المراحل، مليار ريال، شاملة المباني، والفرش الطبي وغير الطبي.

وبين فودة أن المركز متأهب لتولي الصدارة العالمية، ليس فقط بمبانيه المصممة لهذا الغرض، ولكن بطاقاته البشرية المؤهلة تأهيلاً مرموقاً، فلدى المركز أكثر من 30 طبيباً مبتعثاً في الولايات المتحدة وكندا في كافة تخصصات القلب، ويتوقع أن يكون عدد الاستشاريين السعوديين في المركز 75 استشارياً عند افتتاح المباني الجديدة. وعن العنصر النسائي السعودي المتخصص، أوضح الدكتور فودة أنه تم ابتعاث ثماني سعوديات لدراسة علوم القلب الأساسية بجامعة إمبريال في لندن، 6 منهن حصلن على الماجستير ويكملن الدكتوراه، والبقية على وشك الحصول على الماجستير.

وأشار إلى أن النواة الأكاديمية للمركز هي قسم علوم القلب الأكاديمي، وتم إنشاؤه عام 2009، ويجمع بين أعضائه جميع الأطباء الأكاديميين، من معيدين، وأساتذة، وأساتذة مشاركين، ومساعدين، مؤكدا أن القسم مسؤول عن النواحي الأكاديمية البحتة بالمركز، من طلبة وزمالات، وأبحاث، وترقيات، والنشاطات الأكاديمية الأخرى.

وأضاف أن المركز حاز خلال السنوات الماضية قصب السبق في المجالات الطبية والأكاديمية، وحقق إنجازات تميز بها، ومن ذلك أنه أول مركز يقوم بإجراء عمليات القلب النابض (بدون إيقاف القلب)، على مستوى منطقة الشرق الأوسط عام 1996. وبلغ عدد الحالات التي أجريت لها عمليات بالمركز باستخدام هذه التقنية، أكثر من ألف حالة. ومن إنجازات المركز أنه تم اختياره من قبل شركة "ميدترونك"، وهي أكبر شركة في العالم لتصنيع أجهزة جراحة القلب النابض. وبناء على الاختيار، قام المركز بتدريب العديد من الجراحين عالمياً وإقليمياً على هذه التقنية.