حققت الدبلوماسية السعودية مؤخراً انتصارات كبيرة على كافة المستويات، وأهم الملفات في العالم، وكان الحديث عن دورها محورياً في وسائل الإعلام، وتحدثت أنا شخصياً في برنامجي التلفزيوني عن 3 شخصيات دبلوماسية سعودية كان لها تأثير كبير، ومنها السفير خالد بن سلمان في واشنطن، والسفير محمد آل جابر في اليمن، والسفير وليد البخاري في بيروت، فهؤلاء تحول دورهم الدبلوماسي أحياناً إلى دور إعلامي وإنساني وثقافي واقتصادي وحتى إنمائي، وحولوا سفارات بلادهم إلى خلايا نحل تعمل على مدار الساعة، فسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن عملت بجهد كبير على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض عقوبات قاسية عليها، ووضع حزب الله على قائمة الإرهاب والضغط عليه، ولم يتوقف العمل هنا بل امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمها سمو الأمير خالد بن سلمان لتمرير رسائل ومعلومات مهمة عن إيران والإرهاب والميليشيات، فتحول حسابه الشخصي على تويتر إلى حساب عميق ومفيد في آن معاً، في توجيه الرسائل لمن يهمه الأمر بأن السعودية حاضرة في كل مكان لمواجهة المحرضين والإرهابيين من نظام الملالي وحلفائه.

 أما سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن وسفيرها محمد آل جابر فكان لهم دور محوري في الحرب والمفاوضات على طريق السلم، فتحول سفير المملكة هناك إلى «رحالة» يتنقل من بلد إلى آخر حاملاً هم اليمن وشعبه وقضيته، وأصبحت تنقلات السفير على أرض اليمن تحمل كل الخير السعودي لهذا الشعب الشقيق، فلا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن مشاريع جديدة لمساعدة اليمنيين من مستشفيات ومدارس وحتى كتب وتجهيزات تساعد الطالب للحصول على حقوقهم في التعليم، ولا ننسى تشغيل الكهرباء وتنقية الماء، من ضمن هذه المشاريع التي ترعاها المملكة وينفذها سفير خادم الحرمين الشريفين في اليمن.

 عندما دقت ساعة التفاوض وذهب طرفا النزاع في اليمن إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، كان للسفير محمد آل جابر دور أساسي في دعم هذه المفاوضات والتشجيع عليها، فالمملكة تريد السلام للشعب اليمني والخير ولا تريده متناحراً متقاتلاً، وتريد استعادة الشرعية لقوتها وسيطرتها وسحب سلاح الميليشيات وعودتهم إلى صوابهم، بعد أن باعوا أنفسهم للإيراني ومشاريعه الرخصية جداً، فكانت النتيجة حربا طالت لسنوات.

 قبل أيام جلست مع السفير محمد آل جابر في العاصمة السويدية ستوكهولم وسمعت منه كلاماً طيباً عن اليمن والمفاوضات التي تحصل، وكانت روحه الطيبة تحمل كل الخير للشعب اليمني، وكان تفاؤله كبيراً بتحقيق إنجاز ما في المفاوضات، وتشعر من كلامه أنه يريد للشعب اليمني كل الخير، وأن تعود الأراضي المحتلة للشرعية، وأن يتم سحب سلاح الحوثي وفك ارتباطه بالنظام الإيراني.

 الدبلوماسية السعودية إلى جانب الضربات العسكرية والقوة التي يتمتع بها التحالف شكلت عنصراً هاماً في الضغط على الحوثي للقبول بالتفاوض والتوقيع على المطالب، فلولا قوة التحالف العربي العسكرية والحنكة والقوة التي تتمتع بها الخارجية السعودية لما رضخ الحوثي وقبل البنود في الاتفاق، وبهذا تكون السعودية منتصرة مجدداً في اليمن الذي قدمت أموالاً فيه للإعمار والإنماء، وإيران خاسرة بعد كل ما أنفقته للتحريض والقتل والإرهاب.