تُعرف السعرات الحرارية بأنها وحدة قياس كمية الطاقة في الطعام، وهي تختلف من وجبة إلى أخرى، وتقريبا يحتاج الإنسان البالغ بين 2000 إلى 2500 سعرة حرارية يوميا، وذلك يعتمد على عوامل كثيرة، منها الطول والوزن والعمر والجنس والنشاط البشري.

منذ القرار التاريخي لهيئة الغذاء والدواء السعودية، بوضع السعرات الحرارية على الأطعمة وأنا لم أعرف النوم، وأصبحت تراودني عدد من الكوابيس الحرارية كل ليلة، خصوصا بعد ما اكتشفت أن صديق الطفولة والشباب وربما الكهولة، المدعو «التميس»، ممتلئٌ ومكتظٌ بالسعرات الحرارية التي قد تكفيك ليوم كامل.

كان التميس الصباحي -مغمّسا بالفول- عنوانا للسعادة ومقترنا عند السعوديين بإشراقة الصباح الجميلة، كما يعشق أهل الشام الصوت الفيروزي مع الصباح الباكر، فضلا عن تغميسة التميس المسائية بكوب شايٍ كنوع من الترف الاجتماعي لدى عشاق التميس.

مما لا شك فيه، أن قرار إضافة السعرات الحرارية هو خطوة مهمة وجادة في التوعية الغذائية، للحد من السمنة المفرطة التي يواجهها المجتمع السعودي. وكانت كمية السعرات الحرارية في الوجبات اليومية التي تعوّد عليها السعوديون صادمة لدى كثيرين، ويجب عليهم إعادة التفكير في النظام الغذائي الخاطئ الذي جعلنا من أعلى دول العالم نسبةً في السمنة والترهل والتشحم وأمراض السكري، حتى أصبحنا نرى «دبابات» بشرية تتجول في كل مكان.

ولكن من المهم أيضا العمل على «حرق» السعرات الحرارية بالرياضة التي هي الحل السحري لغالب المشكلات الصحية المنتشرة في المجتمع، وعلينا زرع تلك الثقافة منذ الصغر، وليس كما يحدث الآن، إذ إننا لا نعرف الرياضة والنوادي إلا بعد خراب «مالطة»، وبعد الانتفاخ و«التبطبط».

نعود إلى صاحبنا «التميس» الذي كنّا نحسبه الصديق الصدوق، ونطالبه بعمل رجيم «حراري» لشعورنا بخيبة الأمل من غدره وطعنه واستغلاله لثقتنا في السنوات السابقة. وللأسف، طلعت غدار حتى أنت يا «تميس».