تحرص «جمعية مودة الخيرية للحدّ من الطلاق وآثاره» على تأدية رسالتها القيادية الفاعلة بحلول مبتكرة، ومن هذا المنطلق أصدرت مجموعة «قلب في بيتين» وهي مجموعة قصصية إرشادية مناسبة لكافة أفراد العائلة التي تمر بمرحلة الطلاق.

ويعد الدليل الإرشادي للوالدين والحديث مع الأبناء حول الطلاق من الكتيبات الهامة لهذه المجموعة، لأنه موجه للوالدين المنفصلين، واقتناؤهما لهذا الكتيب والقناعة بمحتواه وتطبيق إرشاداته ستعالج جزءًا كبيراً من معاناة المرحلة التي لا يدفع ثمنها سوى الأبناء!، فالتفاهم واحتواء المشكلة بين الوالدين المنفصلين تكاد نسبتهما تكون معدومة!، حيث تبرز الروح العدائية والانتقامية بين المنفصلين بشدة، ويكون محور العداء والنزاع على حضانة أو رعاية الأبناء!.

وتقع المسؤولية العظمى هنا على القائمين بالتوعية والصلح للحدّ من هذه الخصومات التي لا تقدم لنا في النهاية إلا «جيلا مضطربا نفسياً وسلوكياً»، فكثير من النزاعات لا يتم حلّها إلا من خلال «المحاكم»، والتي أعتبر الدخول إليها من المراحل الصادمة للأطفال، ولكن ولله الحمد بعد الإنجازات العدليّة والإلكترونية التي تمر بها وزارة العدل من أجل تمكين المرأة والتسريع بمطالباتها الشرعية، للحدّ من المعاناة التي تعيشها ما بين مطالبات حضانة ونفقة، انخفضت معها حدّة تلك الصدمة، فأصبح الواقع المعاش للمطلقات أهون بكثير من السابق، وإن كانت آلية تنفيذ الأحكام ما زالت بحاجة لدراسة وإنسانية أكثر من بعض مكاتب الحقوق المدنية لتنفيذ الأحكام الحقوقية تجاه الأبناء الرافضين للزيارات، حيث يتطلب الأمر إحالته للجمعيات المسؤولة عن الطلاق في بعض المناطق، أو الاستعانة بفريق اجتماعي نفسي في تلك المكاتب لتهيئة الأطفال لتقبل تنفيذ الحكم، بدلاً من انتزاعه من أحد والديه المطمئن له عاطفياً، انتزاعاً لا إنسانية فيه، وإن كنت أتمنى أن يهتم جميع القضاة بالعلاقة العاطفية في هذه المرحلة، والعمل على تعزيزها لدى الأطفال مع والديهم، واختيار الأفضل له، بغض النظر عن المنازعات والتحديات التي بينهما!.

الإحصائيات لقضايا الحضانة والنفقة تنذر بازدياد الطلاق، وهذا أكبر خطر على الاستقرار الأسري في مجتمعنا، حيث بلغ عدد طلبات تنفيذ الحضانة الواردة في المحاكم ودوائر التنفيذ في الأشهر الستة الأولى لهذا العام (1087 طلباً) بقيمة 2.5 مليون ريال، وكذلك عدد طلبات التنفيذ المتعلقة بالنفقة (4947 طلباً) بقيمة 67.4 مليون ريال، وهذه الإنجازات العدليّة التي ساهمت وزارة العدل في إتمامها والتسريع في صدورها وتنفيذها باهتمام ملموس من وزير العدل الدكتور وليد الصمعاني، تصب في إطار حماية المرأة المطلقة وأطفالها، وتنفيذ ما يمكن لتجنب صدمة ما بعد الطلاق، إلا أن تلك العبارة في كتيب سارة سعيدة «بين بيتين» من المجموعة أقوى رسالة موجهة لمن لا يدركون مساوئ هذه المرحلة لسنوات طويلة، فتقول «الحياة بين بيتين ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة، والتنقل بين بيتين ليس ممتعاً، لكن اعتدت عليه، وفي النهاية هذه عائلتي وتلك عائلتي لا أقدر على تغييرهما، لكن أقدر على تغيير نفسي».