تتجه الولايات المتحدة إلى تصنيف فرق الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بإعلان رسمي من وزارة الخارجية الأميركية، في سابقة هي الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا جيش دولة أخرى «جماعة إرهابية».

وأكد الكاتب السياسي، مسعود فوزي محمد، لـــ«الوطن»، أن الخطوة متأخرة جدا، فالحرس الثوري أصبح متمددا داخل وخارج إيران كالأخطبوط، ويعد واحدا من أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية في إيران، ويلعب دورا خطيرا في دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة. ويقدر عدد أ فراده بنحو 125 ألفا، ويمتلك قواتا برية وبحرية وجوية وله سلطة الإشراف على الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، ويشرف أيضا على ميليشيات الباسيج التي تتكون من 90 ألفا من المتطوعين.

تمثيل قوته

أوضح محمد أن الحرس الثوري قوة سياسية واقتصادية أيضا، فكثير من رجالاته تولوا مناصب سياسية مهمة في البلاد، وأبرزهم الرئيس السابق أحمدي نجاد. والحرس الثوري يسيطر على نحو ثلث اقتصاد البلاد، من خلال مجموعة مؤسساته، وهو أداة النظام لقمع أي معارضة داخل إيران، وفي الوقت ذاته، يعتبر يد إيران الطولى للتدخل والتوسع في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وهو الأمر الذي لاتخفيه طهران.

وقد قام بتجهيز 200 ألف شاب مسلح في سورية والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن، كما أنه من خلال «فيلق القدس» الذي يمثل قوات النخبة في الحرس الثوري، تتدخل إيران في سورية لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد عسكريا في مواجهة المعارضة.

أما في العراق، فإن أغلب الميليشيات الطائفية هناك مرتبطة به وتتلقى منه الدعم والتسليح والتدريب، كما يتدخل في لبنان عبر ميليشيات حزب الله، ويشرف على تدريب أفراده وتسليحه وتمويله، والأمر ذاته في اليمن من خلال دعم المتمردين الحوثيين بالتسليح والتدريب والتمويل، وله رجال في كل السفارات الإيرانية لتنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية.

مزيد من الضغوط

أكد محمد أن الخطوة تأتي في إطار فرض المزيد من الضغوط على النظام الإيراني لجره للتفاوض، والمطلوب إخراجه من سورية ولبنان والعراق واليمن وإعادته إلى داخل حدود إيران.

وأشار إلى أن محور العراق هو المدخل الحقيقي الإيراني للتهرب من العقوبات. فالعراق قد يصبح بوابة إيران للخارج لذلك يتم العمل على عدة تقاطعات لمنع ذلك، من أهمها تدعيم موقف الرئيس مسعود البرزاني شمال العراق، لأن الشمال بوابة التهرب ومدخل إيران إلى سورية، واحتضان العراق إلى المحور العروبي.

أما على الجبهة السورية، فلقد قدم النظامان السوري والإيراني برعاية روسية أوراق اعتماد جديدة لنتنياهو عبر إعادة جثة الجندي المجهول، فهذه خطوة لا يمكن أن يقدم عليها النظام بلا موافقة إيران وعلم حزب الله المعني الأول بأي مواجهات مع إسرائيل.

كسب رضا أوروبا

أبان محمد أن هناك مفاوضات أخرى على الجبهة الأوروبية مع إيران باستثناء وحيد هو بريطانيا، ففي إطار تقديم أوراق الاعتماد والاستمرار بالتفاوض، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس سترسل جوا 12 طنا من المساعدات الإنسانية، تشمل 112 مضخة مياه، إلى المناطق التي ضربتها الفيضانات في إيران.

وقال: «هذه المرة كانت المفاوضات ساخنة كسابقتها وركزت تلك المفاوضات على صواريخ إيران الباليستية، وما زاد من سخونتها وحدتها مطالب الفريق المفاوض الأميركي من نظيره الإيراني تزويده بمعلومات دقيقة وصادقة عن برنامج إيران النووي وعن المرحلة التي وصل إليها ذلك، ووقف إنتاج إيران صواريخ طويلة المدى والسماح بتفتيش مصانعها الصاروخية، مشيرا إلى أن هذا الطلب إشارة واضحة من قبل فريق التفاوض الأميركي تعهده المطلق بالحفاظ على أمن إسرائيل.

كما طالب الفريق الأميركي المفاوض من نظيره الإيراني أيضًا عدم تصنيع صواريخ هجومية والاقتصار فقط على الصواريخ الدفاعية، وعدم التدخل في الشؤون الدول العربية، وعلى رأسها العراق، فبدون ضمان العراق، لا ضمان لتنفيذ العقوبات، وستفشل الإدارة الأميركية بفرضها.

وأضاف: «كذلك هناك أهمية لعدم انسحاب أميركا من الأراضي السورية لعدم تسهيل التواصل البري فيما بين إيران والعراق وسورية وعليها العمل على قطع طريق سنجار أيضا».

الجبهات الأربع

بوابة العراق بحكم الحدود المشتركة

كردستان العراق باعتبارها مفتاح الهروب والمدخل إلى سورية

الاتحاد الأوروبي عبر كسب تعاطفه بالصفقات التجارية

لبنان عبر تقديم خدمات لإسرائيل لتخفيف العقوبات.

من نشاطات الحرس الثوري

يسيطر على ثلث اقتصاد البلاد

أداة النظام لقمع أي معارضة بالداخل

يعتبر يد إيران الطولى للتدخل في المنطقة

قام بتجهيز 200 ألف شاب مسلح في سورية والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن

له أشخاص في كل السفارات لتنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية