أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميّة السودانيّة أنّ القوّات المسلّحة ستُصدر "بياناً هامّاً بعد قليل"، ما أثار حماسة وهتافات فرح بين المعتصمين أمام المقر العام لقيادة القوات في الخرطوم منذ ستة أيام.

ودعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير السودانيين التوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

وقال تجمّع المهنيين السودانيين في بيان "نناشد كلّ المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".

في مكان الاعتصام، شوهد أشخاص يطلقون هتافات "سقطت، سقطت" باللغة العامية السودانية، بينما كان آخرون يرفعون شارات النصر، وغيرهم يؤدون الأناشيد والأغاني.

ويعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم منذ ستة أيام ويطالبون بانضمام الجيش الى مطلبهم تنحي البشير.

وقال شهود أن عددا من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود دخلت مقر القيادة العامة الذي يضم مقرّ الجيش والمقرّ الرسمي للبشير ووزارة الدفاع، في ساعات مبكرة صباح اليوم.

وقال متظاهر "ننتظر أنباء مهمة، لن نذهب من هنا قبل أن نعرف ما الذي يحدث"، مضيفا "لكن نعرف أن على البشير أن يرحل. اكتفينا من هذا النظام. 30 عاما، يكفي!".

وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم دعا الأربعاء أنصاره إلى الخروج في مسيرات تأييدٍ له في الخرطوم الخميس، لكن تمّ الإعلان عن إرجاء التجمع من دون تحديد موعد آخر مساء اليوم نفسه.

حماية المدنيين

وتعرض المتظاهرون خلال الأيام الماضية مرات عدة لإطلاق غازات مسيلة للدموع ومحاولات تفريق قام بها جهاز الأمن والمخابرات النافذ، بحسب منظمي التجمّع، لكنهم تمسكوا بالبقاء أمام المقرّ.

وقتل 11 شخصا الثلاثاء في "أحداث" في الخرطوم، بينهم 6 عناصر "من القوات النظامية"، بحسب ما أعلنت الحكومة. ولم يكن في الإمكان الحصول على عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في ديسمبر، وصل الى 49، بحسب السلطات.

إلا أنّ منظّمات غير حكوميّة تؤكّد أنّ الحصيلة أكبر.

ودعا جهاز الأمن والمخابرات في بيان اليوم الخميس "المواطنين الشرفاء للانتباه إلى محاولات جرّ البلاد إلى انفلات أمني شامل".

في المقابل، كانت الشرطة أمرت قوّاتها الثلاثاء بـ"عدم التعرّض" للمحتجّين، وذهبت إلى حدّ الكلام عن "انتقال سلمي للسلطة".

بداية الاحتجاجات

واندلعت التظاهرات في 19 كانون الأوّل/ديسمبر ردًّا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف. ثم تحوّلت إلى حركة احتجاجية في كلّ أنحاء البلاد، وخرجت تظاهرات غير مسبوقة في أنحاء عدة في البلاد.

وبقي البشير متمسّكاً بموقفه، وفرَضَ سلسلة إجراءات مشدّدة شملت إعلان حال الطوارئ في أنحاء البلاد، اعتُقل على أثرها صحافيّون وناشطون.